ليكن الوطن بيتي وبيتك دون فرز مذهبي أو مناطقي
عندما يتحول الصراع السياسي الى صراع ديني فهناك تكمن كارثة التفخيخ للمستقبل وديمومية الصراعات دون نهاية..
ففي هذا المقال صورتين لصلاة العيد:
الصورة الاولى لمصلى العيد الذي اقامته سلطات الشرعية في مدينة عدن، والصورة الثانية لمصلى العيد الذي اقامته سلطات الحوثي الانقلابية في العاصمة صنعاء .
ففي الصورة الأولى، الجميع يضم يديه الى صدره وفي الثانية الجميع مسربل بيديه الى فخذيه وبتعميم رسمي واجباري بينما مصلى العيد سابقا في صنعاء وعلى مدى عقود طويلة كان له رمزيتة الدينية والسياسية والوطنية كملتقى جامع لليمن ككل، كان التنوع فيه يبدو واضحا في صفوف الحضور وجنبا الى جنب فذاك مسربل بيديه نحو الاسفل واخر ضامم ليديه الى صدره . وذاك يقول آمين وذاك يسكت . وكان الخطيب شافعي والامام في الصلاة زيدي والمؤذن سلفي . وكان الحضور متنوع دون فرز او تمييز فذاك معتقده او مذهبه الديني شافعي سني وذاك زيدي وهذا سلفي واخر حنبلي او مالكي وذا صوفي وذا مكرمي ومن جماعة البهره..
وفي المقابل سياسيا فكان الحضور أكثر تنوعًا فهذا مؤتمر وذاك اصلاح واخر ناصري او اشتراكي وحتى ماركسي او علماني .. فلكل مذهبه ومعتقده ولكل فكره ولكن الوطن بيت لكل يمني وكانت صنعاء تتسع للجميع وكان الجميع في صنعاء وفي عدن وحضرموت وتعز ومارب يؤمنون بان الدولة ملك للجميع ولدى الجميع قناعة تامه بان مؤسسات السلطة تتشارك فيها كافة الاطياف المذهبية والفكرية والسياسية وفقا للمواطنة اليمنية وبما فيهم ايضا ذوي الديانة اليهودية ..
كانت صنعاء سنية شافعية سلفية زيدية حنبلية مالكية اخوانية اشتراكية، يمينية ويسارية، اممية وقومية لا تمييز بين احد ..كانت الحكومة وزرائها شافعي من تعز وكان مستشاريه سلفيين وبهره وشيعه وسنه واخواني وعلماني وماركسي ..
كانت اليمن بلد متنوع بثقافته ومعتقداته وفكره كتنوع تضاريسه ومناخه وفصوله واشجاره ومنتجاته..
فلتكن اينما تريد، وللتتشيع لمن تريد ولتضم او تسربل، ولكن المتوجب عليّ وعليك هو عدم فرض المعتقد والفكر اي كان على الآخر وليكن الوطن بيتي وبيتك، ولتكن الدولة ملك لي وملك لك، وليكن القانون حكما بيني وبينك، وليكن سقفي وسقفك هو المواطنة المتساوية دون طبقية دون اي فرز مذهبي او طائفي ومناطقي .