حقيقة إيران وأجندتها المظلمة
قد يكون الإعلان الذي أطلقته إيران عن انتهاء عملياتها ضد إسرائيل مفاجئاً للبعض، ولكنه في الحقيقة ليس سوى تأكيد لما كان معروفاً من قبل.
فإيران، من خلال سياستها السلبية والعدائية، لم تحقق أي نجاح يذكر في مواجهة إسرائيل، بل على العكس تماماً، فإسرائيل تواصل ضرباتها الموجعة ضد مواقع إيرانية في سوريا ولبنان والعراق وغيرها من الدول بينما الرد الإيراني يأتي خجولًا تضخمه الآلة الإعلامية وتظهره لقطيعها على أنه انتصار مظفر .
أثار الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على القنصلية الإيرانية دون سابق انذار، العديد من التساؤلات حول دوافع هذه الهجمات وعن الدور الذي تلعبه اسرائيل وايران في الصراع الاقليمي.
بينما تعلن ايران عن مواعيد انطلاق طائراتها وساعة وصولها الى الاراضي المحتلة، يظهر بوضوح ان هذه الاعلانات تأتي كجزء من مسرحية كبيرة تتلاعب بها الاطراف المختلفة لتحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية.
وفي هذا السياق، يثير الهجوم الذي نفّذته إسرائيل باستخدام طائرة مسيّرة واحدة على الجنرال الايراني قاسم سليماني والمهندس اللبناني امير المهندس وعدد من مساعديهما، جدلًا واسعًا حول قدرة اسرائيل على تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة وفعالة.
وفي المقابل، بينما اطلقت ايران 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخ كروز و110 صاروخ أرض، لم يقتل اسرائيلي واحد او تصيب موقع عسكري خلال هذه الهجمات، مما يثير التساؤلات حول كفاءة العمليات العسكرية الايرانية وقدرتها على تحقيق اهدافها.
ومن المثير للدهشة ان جماعة المحور الايراني تعتبر ما حدث نصرًا عظيمًا، رغم ان الخسائر التي تكبدتها كانت كبيرة ومؤلمة.
إن الإعلان الذي جاء على لسان مندوب إيران في الأمم المتحدة يكشف عن حقيقة مريرة، وهي أن إيران لم تكن ولن تكون يوماً حليفة للعرب، بل هي دائماً كانت وستبقى عدوة لهم. فإيران تسعى دائماً لنشر الفوضى والانقسام في العالم العربي، وتدعم الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
إن مواقف إيران الداعمة للقضايا الإسلامية والعربية لا تعدو كونها وسيلة لجذب الأنظار ولكسب تأييد الجماهير العربية، بل هي جزء من خطتها الخبيثة لنشر الفتنة والتفرقة بين الدول العربية. إن انتظار القطيع الواسع للمهدي المنتظر أمر أفضل بكثير من انتظارهم لموقف إيراني ضد إسرائيل، فإيران لن تتوقف عن دعم الإرهاب وتحقير العرب طالما تحقق منافعها الخاصة.
لذلك، يجب على العرب أن يفهموا حقيقة إيران وأجندتها المظلمة، وأن يتحدوا لمواجهة هذا العدو الحقيقي والتصدي لمحاولاتها الدخيلة في المنطقة. إن الوقوف معًا وتكوين جبهة موحدة ضد إيران هو السبيل الوحيد للحفاظ على أمن واستقرار العالم العربي.