إلى الشاعر الكبير عبدالودود سيف الرازحي
وترى الذي ما لا يُرى
من وحي أخيلة الشعور
متى تطير بسفح خلدك
كالطيور المستريحة للنسيم
وأنت تترع أعظم الكلمات
ذبحاً باليراع
وتنتهي
لتتل شعرك للجبينْ
فيفتديه القارئ العربي
حين يقول إنه أبلغ الأبناء
أجملهم
وأقربهم إلى باب الوتينْ
***
يا سيدي:
إن النبوءة في القصيدة
خصلةٌ
لصقت بقلبك
منذ أن أبصرت نور الكون
فاكتملت بكفيك القصائد
وانتشى فينا الحنينْ
ونراك تقرئنا
فنبلغ نشوة المعني بالخمر المعتق
ننتهي لثمالة الهيمان
أو وجع المفارق والحزينْ
ونظل نبكي بانتشاء العارفينْ
***
يا سيدي:
ماذا يكون الشعر
إلا لهجةً سكنت لسانك!!
أنت أفصح من كليمٍ
كان ينثر قوله بين الحدائق في الربيع
وأنت أفصح من أتانا بالبيان مع المعاني والبديع
وأنت أبلغ من أتى بقصائد الشعر المبينْ
ماذا يصيغ الشعر
حين يصيغ
إلا نقشة الحُسن التي في البال تلصق
وهي ملأى بالرسوم الشاعرية
ذات مغزاها الرصينْ؟
ماذا يقول الشعر؟
يخبرنا حديثاً جانبياً
عن حياةٍ نشتهيها
منذ آلاف السنينْ
***
أنت تدري الآن يا عبدالودود
بأننا عطشى إلى جريان نهرك
إنه عذبٌ زلالٌ
نستقي منه المحبة والجمال
فنرتوي
فافتح جداول نهرك العذب الذي نرجوه
واسقِ روحنا الظمآى
لتروى من هواك
فلست بالرجل الضنينْ
هذا زفاف حجارةٍ للبحر
عند حدائق النيروز
يحضره ليرقص نورسٌ
والحلم والمنفى
وطاؤوسٌ تفتَّق من صدى لهبٍ
وأوقد في مآقينا
بريقاً
من لظى الكنز الثمينْ
أنت تكتب في الحياة
وللحياة
ونحن نقرأ ما بنا يأوي إلى حد اليقينْ