منبر حر لكل اليمنيين

للإنصاف وإعادة الحقوق إلى أهلها

20

للإنصاف وإعادة الحقوق إلى أهلها يجب أن يظل جامع الصالح بهذا الاسم إنصافاً للجانب المُشرق من حياة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح والذي كان بمقدوره حينها بناء ناطحة سحاب أو فندق أو برج أو منتجع سياحي ولكنه حينها اختار أن يبني بيتاً لله تعالى وهذا إن دل على شيء فإنما يُدل على أن الرجل كان فيه من الخير الكثير .
إننا نرى اليومَ جلياً أن الرئيس علي عبدالله صالح وعلى ما حُمل من الأخطاء التي اتضح أنها كانت مجرد أكاذيب مبالغ فيها غررت بها الجماعات الدينية السياسية علينا جميعاً وأتضح لنا بعد أن وقعت البلاد في الفتنه وبعد أن سَقطت صنعاء في يد أسوأ الاحتمالات التي لم نكُن نتوقعها فإن الرؤية اليوم أظهرت المساوئ وتصاعدت جيفة من خلفوه ممن خانوا الوطن وأسقطوا الجمهورية والديمقراطية والعدالة والمساواة وفرقوا بينَ أبناء الوطن الواحد إلى طبقات (سيدٍ ومَسود) وهو أمر مرفوضُ ناضل ضده أبنا اليمن لقرونٍ طويله ومن يقرأ كُتب التأريخ سيُدرك أن نظام الجماعات الدينية والسُلالية والطبقية لن يقبل به أحد من أبناء اليمن مهما طال الزمن لأنهم يدركونَ جيداً أنهم أبناء أعظم حضارة في التأريخ قَهرت الجبال وحولتها إلى سهولً ومُدرجاتٍ زراعية ولذلك من الطبيعي أنهم سيقهرون بالفطرة كلُ من يحاول تهميشهم والدليل على ذلك أننا نرى كُل يوم الكثير من المثقفين والعامة تتعالى أصواتُهم قائلةً أن من سرق الجمهورية والعدالة وأسقط المؤسسات الحكومية وأستبدلها بدور بيت سرقةَ المال والنهب ووصل وجماعته إلى مرحلة التُخمة من كُثر ما نهبوه من الضرائب والجمارك والزكاة وغيرها ولم تسلم منهم حتى رواتب الموظفين المساكين وهم يمارسون عملهم كل يوم بدون رواتب .
إن لصوص الدولة الذين يريدون تغيير اسم جامع الصالح إلى جامع الشعب أو غيره من الأسماء بِحجةِ أن المال الذي بُنيَ منهُ كانَ من مالِ الشعب فإننا نقولُ لهم أن من بناه لم يأخذ معه شيء بل تركه لأبناء الشعب كأجملِ تُحفة معمارية تأريخية تم بنائها خلال أكثر من ألف سنة مضت وستظل هذه التُحفة العظيمة لآلاف السنين تَحملُ اسم بانيها وسيظلُ هذا الاسم كما هو للأجيال القادمة ولا أعتقد أن أحداً يستطيع طمس هذه الحقيقة التي يعرفها أكثر من ثلاثين مليون يمني وسيورثونها لأبنائهم ومهما حاول المترددون على الكراسي من بعده تغيير اسم الجامع لاسم آخر فسوفَ يكتشفون بمرور الزمن أن تغيير الاسم ليس حلاً لمحو ذكريات الرئيس صالح وما نحنُ متأكدون منه جميعاً أن غلطةَ أو كبوةَ هذا الرجُل الوحيدة والتي يسميها البعض (كبوةَ الأسد) كانت تعاونه بداعي الوطنية مع من يجحدون عليه الآن حتى اسم جامعٍ بناه بمحبة لأبناء شعبه ليبقى ذكرى طيبه للأجيال من بعده.
أما نحنُ بالنسبة لنا كشباب عاصرنا بناءه وحك من بناه فإننا سنظلُ نسميه باسمه (جامع الصالح) ولن نقبل بغيره مهما اختلفنا مع الرئيس الراحل إلا أننا لا نختلف على بقاء تسميته إنصافً له فنحنُ لسنا ممن يجحدُ الحقوق وهذه أخلاق أهل يمن الحكمة والإيمان .
والشعوب كما يُقال (تمرض لكنها لا تموت)
وكل عام وأنتم بألف خير.

*باحث وفنان تشكيلي.

تعليقات