مؤسس “المطبخ العالمي”: الجريمة الإسرائيلية “لا تُغتفر”
دعا مؤسس “وورلد سنترال كيتشن” خوسيه أندريس، الأحد، إلى تحقيق مستقل في الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن قتل 7 عمّال في منظّمته في غزة، وحذّر من أن النزاع تحوّل إلى “حرب ضد الإنسانية في ذاتها”.
وفي معرض حديثه عن تجربته في أوكرانيا في خضم الحرب، حيث دمّرت “بلدات بأكملها”، شبّه رئيس المنظمة الإغاثية ومقرّها في الولايات المتحدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة “إيه بي سي”، قال أندريس، وقد بدا عليه التأثر،: “يجب أن يُجرى هذا التحقيق وتحقيقات كثيرة أخرى على النحو الصحيح، وبشكل مستقل”.
وأضاف “لا تبدو هذه حربا ضد الإرهاب. لم يعد هذا الأمر يبدو حرباً تتعلق بالدفاع عن إسرائيل”، وتابع “إنها تبدو حقاً في هذه المرحلة حرباً ضد الإنسانية في ذاتها”.
وكان البيت الأبيض قد أشار إلى أن مقتل عمّال الإغاثة التابعين لـ”وورلد سنترال كيتشن” شكّل “حافزاً” لتشديد الرئيس الأمريكي جو بايدن لهجته في حضّ إسرائيل على حماية المدنيين وعمّال الإغاثة، وتحسين الظروف الإنسانية المتردّية في غزة.
ووصف أندريس إتاحة مسارات جديدة لإدخال المساعدات إلى غزة بأنها “خطوة أولى”، وقال إنه يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنّه تساءل عن السبب الذي يدفع الولايات المتحدة إلى تسليح بلد “يقتل مواطنين أمريكيين هم نشطاء إنسانيون”.
ويشدّد الجيش الإسرائيلي على أن الضربة التي نفّذتها قواته، الإثنين، وقُتل فيها عمّال إغاثة تابعون لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن” في غزة كانت “خطأ جسيما”. وأعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن “حزنه الكبير واعتذاره الصادق”، فيما وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الضربة بأنها “غير مقصودة”، و”حادث مأسوي”.
وقُتل في الضربة 3 بريطانيين وكندي-أمريكي وبولندي وأسترالية وفلسطيني، بعدما استُهدف موكبهم، الذي كان قد أُبلغ الجيش الإسرائيلي بمساره، بثلاث غارات.
وجاء في رواية الجيش الإسرائيلي للواقعة أن رجلاً مسلحاً اعتلى سطح إحدى الشاحنات، و”بدأ بإطلاق النار من سلاحه”، ما أثار شكوكاً في أن “حماس خطفت الموكب”.
ولدى سؤاله عن نتائج التحقيق الإسرائيلي، شكّك أندريس في الرواية، واتّهم إسرائيل باستهداف كل ما “يبدو” أنه يتحرّك، وبأنها تفعل ذلك “منذ فترة طويلة جداً”.
وقال “أود أن أشكر جيش الدفاع الإسرائيلي على إجرائه هذا التحقيق السريع”، لافتاً إلى أنه “إزاء أمر بغاية التعقيد، يجب أن يكون التحقيق أكثر تعمّقاً”.
وقال “نحتاج إلى مزيد من المعلومات. نحتاج إلى تسجيلات فيديو أفضل نوعية”، متسائلاً “ما كانت فحوى التواصل، التواصل اللاسلكي بين مختلف الضباط والجنود المعنيين؟”.
وأضاف “المرتكب لا يمكنه أن يحقق مع نفسه”.
وإذ وصف مقتل عمّال الإغاثة بأنه أمر “لا يغتفر”، شبّه الدمار في غزة بالدمار اللاحق بأوكرانيا.
وقال “لقد شاهدت ما يحدث في أوكرانيا، بلدات ومدن بأكملها تم محوها من جانب روسيا وبوتين. ما يقوم به رئيس الوزراء نتانياهو هو الفعل نفسه بالضبط”.