هل سيعيد شايع الزنداني للخارجية صورتها التي سقطت؟
لا يقتصر ضعف الشرعية على خواء السياسة الداخلية فحسب، بل امتد ذلك إلى سياسة اليمن في الخارج وصورتها الدبلوماسية التي سقطت، وبالرغم من أن الشرعية معترف بها دوليا وعلمها مرفوع في كل المؤسسات والمحافل الدولية، إلا أن وزارة الخارجية توالى عليها منذ ٢٠١٥ وزراء لا يؤمنون باليمن وقد ذهبوا بعيدا باتجاه منافعهم الشخصية وبعيدا عن هدف استعادة الدولة وغاب تمثيل الإرادة اليمنية خلال هذه الفتر كلها .
تم اختراق السلك الدبلوماسي مما أضعف قدرته في الدفاع عن المصالح الوطنية ودخلت وزارة الخارجية في حمى الانتهازية والاختراقات المتعددة التي قضت على الكفاءات وأعطت الصدارة للمحسوبية والاحتماء بالمناطقية والانتماءات بكل أشكالها من عائلية وجهوية وخدماتية، حتى رأينا دبلوماسيين لا يمتون بصلة مهنيا وأخلاقيا بمتطلبات المهنة .
ونتيجة لغياب الكفاءات وإقصاء أبناء الوزارة كفاعل أساسي في الذود عن مصالح اليمن على الساحة الدولية والإقليمية وشريك فاعل في تحديات التنمية والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وكون الخارجية مرتكز أساسي لسيادة اليمن واستقلاله، فقد غابت اليمن في المحافل الدولية، لذلك الأمل في الوزير الجديد شايع الزنداني، فهل سيسعى إلى إنقاذ الوزارة وتغيير صورتها التي شوهت والتحدث باسم اليمن كما هي في المؤسسات الدولية، أم سيتعامل وفق منطق المناطقية الممارس داخليا؟
أقول هذا الكلام بما أعرفه عن السفير شايع الزنداني كونه رجل دبلوماسي ضالع في الدبلوماسية ومثقف، فهل سينتصر لدبلوماسيته وثقافته وسيدافع عن حقوق الشعب اليمني، أم سيتحول إلى مجرد وسيلة لتسويق المشاريع الصغيرة وسيكون رجع صدى لتحالفات متخلفة وقاتلة؟
أنا شخصيا أجزم بأن السفير شايع سيعيد للدبلوماسية ألقها ولن يسير في ركب من سبقوه لأنهم جميعا لم يكونوا من أبناء الخارجية وجميعهم طارئون عليها، بينما هناك من يراهن بأن السفير شايع لن يكون سوى ترس في المشروع المناطقي، هذا الرأي يغيب عنه حنكة الرجل الدبلوماسية وخبرته الطويلة وإدراكه للتحولات الدولية التي تصب في صالح اليمن كبلد موحد ذا سيادة وليس بلدا للمليشيات التي يعمل قادتها كأجراء وليس شركاء .
دعوني أراهن على السفير شايع بأنه لن يترك حبل الخارجية على غاربه ولن يغرق مع الداخل المناطقي وسيكون ضابطا للإيقاع ولن يرهن اليمن لأي طرف من الأطراف، فالحياة فرص والإنسان إما أن يستغل هذه الفرص ليصنع لنفسه وبلده تاريخا، وإما أن يهدرها ويكتب نفسه في القائمة السوداء .