اسمع ياصاحبي :
عندما يكون دخلك الشهري بالمليون ، تتغدا بكبش مروعي محشي بالزبيب واللوز البلدي ،
وصبوحك كبدة طازجة ولحم صغار ، أو فتة بالعسل العصيمي والسمن البلدي وزيت السمسم البيضاني والحبة السوداء مخلوطة بالجوز والزبيب البياض،
والعشاء سمك بأنواعه في أفضل المطاعم الملكية بالعاصمة ،
وثلاجة منزلك فيها كل مالذ وطاب ..!
وتخزينتك بخمسين الف قات جندبي من حق أرحب مسقى بفياقرا ..
وعندما تتورم اوداجك وتنتفخ خدودك وتبرز حمولة كرشك للأمام ،
وتظهر آثار النعمة والخير الأدبج في لمعة جبينك وصفاء بشرتك ونعومتها ،
وهدوء نظراتك ذي شكلها ما تعرف القلق ولا الحزن
ولا الهم من تبعات الأزمة الخانقة ذي بنعيشها،
وعندما قدك مصاب بالتخمة من كثرة ماتلتهمه من خيرات هذه البلاد.
فمن الطبيعي جداً أن تعتقد أن اليمن لا يوجد فيها فقير واحد ، ولا يوجد فيها جاوع ،
ولا هناك من مات نتيجة سوء التغذية ، أو أن هناك من أصبحت أمنيته ان يضمن الحصول على الخبز والزبادي فقط دون كلفة وعناء .
ولا با تصدق أن هناك ممن كان في سلم الطبقة المتوسطة و أصبح اليوم يشتغل حمّال ،أو حارس أمن، أو سائق دراجة، أو مقوت ..
ولن تصدق إذا أقسمت لك بالله العظيم أنني أعرف ناس من هذه الشريحة من رضي بأن تشتغل زوجته وبناته فراشات وعاملات في بعض المصالح الحكومية والخاصة،
و أساتذة جامعات وأكاديميبن بيسيروا يداوموا رجل ، ويرجعوا رجل ،يعني مشياً على الأقدام قلدني الله .
ياصاحبي..
عندما تلبس جنبية صيفاني بخمسة مليون ريال،
ونظارة قلاص إيطالي بخمسين ألف ،
وشال صوف كشميري بأربعين ألف ،
وكوت سلك ماركة فيرساتشي الإيطالية بثلاث مئة دولار ،
وثوب قطن نخب أول ياباني بستين الف ريال
وحذاء من ماركة ميكاريلو باهضة الثمن ،
كيف با تصدق أن فيه ناس بتمشي حافية بدون أحذي ربل حتى؟!
و إن به ناس شبه عراه ما يدرو بشيئ عن الموضة اللي تتابعها انت وعيالك ،
ناس ملابسهم رثة وممزقة ومقطعة ، يشتروها من أماكن بيع الملابس المستعملة (الحراج) هذا في أحسن الأحوال إذا أمورهم سابرة .
لذلك مافيش داعي لهذا المجبر الفاضي.
قد يكون صحيح إن به ناس يشتو يظهروكم أمام الشعب نموذج فاشل نتيجة الصراع القائم ، وقد يكون هناك من يأكل الثوم بفمكم ، و هذا أمر طبيعي عند اليمنيين ، ويعتبر من ضمن المكايدات السياسية المعروفة عندنا،
ولكن أيضاً لا يمكن أن هذا الأمر يعطيكم المبرر للإستمرار في الفشل ..
يعني ضروري تشتحطوا وتبسروا لنا حل ماهكذا تعب .. كم جهدنا صبر.
إحنا ماعد راكنين إلا عليكم
قعو حاليين لاغير قوا
الناس كلمة.