جامع الصالح المَعلم المعانق للسماء
المَعلم المعانق للسماء، معلم اليمنيين الأبرز، ودين المعتدلين الأوحد، وعنوان المسلمين الأخلد، المآذن المضيئة، والحديقة الجامعة، والأرواح المتعايشة، والمكانة اليمنية البارزة ضمن التراث الإسلامي، جامع الصالح بُني كمنارة واحدة لليمنيين، ومعلمًا واحدًا للسائحين، وحديقة عائلية للمواطنين، وبيرًا كبيرًا للماء والقاصدين.. في ذلك الزمن اليمني القريب، كان #جامع_الصالح مزارًا صادحًا بالمساواة، ومنبرًا عامًا للنقاشات والمحاضرات والصلاة، وصوتًا داعيًا للصدق والحق والدعاة، كان يجمع العلماء والفقهاء والزائرين، كان مدرسة لأعظم الفقهاء الصالحين، كان العلامة محمد بن إبن إسماعيل العمراني يقيم فيه دروسه اليومية لجميع اليمنيين، وبالمثل دروسًا يومية لأبرز علماء اليمن، بالإضافة لزيارات متكررة من علماء ودعاة عالميين. زاره عائض القرني، وألقى في منبره خطبة تاريخية، قال فيها: لقد كان لسبأ في مسكنهم آية، جنتان عن يمين وشمال، كلوا من رزق ربكم واشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور، الإيمان يمان والحكمة يمانية، اليمن، مهد العروبة، ورسالة الإسلام، إن هذا البلد بلد الإسلام والعروبة.
يوم افتتاحه بشهر فبراير عام 2008 حضر العلماء من شتى أصقاع العالم، بمن فيهم أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وسيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف، لقد كان المسجد بالنسبة لهم جميعًا معلمًا عظيمًا للعرب والمسلمين، ومستقرًا لكبار الدعاة المصلحين، ومنارة يومية للزائرين، لقد كان مقصدًا مغريًا لجميع اليمنيين من كل المحافظات، لم يتجاهله أحد، ولم يسيء له أحد، لكنهم عشقوه وتفاخروا به، وجعلوه قبلتهم ومآذنتهم وصراطهم المستقيم. يصلون فيه الجمعة، ويتوافدون إليه صباح فجر العيد، كالحجاج اللاهثين، بينما بواباته مفتوحة للعوائل والأطفال والمتنزهين في حدائقه الواسعة والكبيرة، حدائق الوطن من قلب دينه وتسامحه وأشجاره الفاتنة.
لقد بنى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح جامع الصالح، ليكون منارة لليمنيين، ومنبرًا دينيًا للمسلمين، وصوتًا داعيًا للتعايش والسلام، لقد بذل فيه جهودًا خالدة، وتجاوز لأجله صعوبات جمّة، وتناولات مغرضة، لكنه أقامة ورفعه، كدولة تباهي بأعناقها صوب السماء، خلال ثمانية أعوام وعجلة البناء فيه لا تتوقف، مع عشرات الألاف من العمال المستفيدين والرابحين، وبعد بناءه جعل منه مكانًا للرزق والعمل، حيث ضم الاف الشباب والعاملين، مع رواتب وحقوق ومستحقات لا تتوقف، ليكون جامعًا منظمًا ونظيفًا وحديثًا وأمنًا، مع قناة فضائية تنقل شعائره وصلواته وبرامجه اليومية، مع كلية علمية وفقهية ودينية، ومساكن داخلية للطلاب الدارسين، ومساكن أخرى للقائمين عليه، مع قراء للقرآن بأصوات ملائكية فاتنة.
لقد قدم الرئيس صالح في بناءه مائة مليون دولار، بمساحة قدرها 225 الف متر مربع. ليتسع لنحو 45 الف مصلي بالداخل والخارج، مع استيعابه لقرابة 2000 سيارة في مواقفه الهندسية البديعة، مع مساحات شاعة للحدائق والممرات والمساحات الخضراء، له ست مآذن، أربع منها بطول مائة متر، واثنتان بطول ثمانين متر، وهي تعتبر أرفع المنارات بالمنطقة العربية ككل، كما يحتوي على 23 قـبـة متفاوتة الأحجام والارتفاع. وموزعة على مختلف الزوايا والأركان، أما رخام المسجد فمصنوع من ارقى رخام العالم.
مساحة المسجد الداخلي، تقدر بـ 13 الف متر مربع، وتتسع لنحو 20 الف مصلي، ويكسوه سجاد باللون الأزرق مصنوع من الصوف النيوزلندي، عالي الجودة، تمت صناعته خصيصًا لمسجد الصالح في تركيا، وسقف المسجد يبلغ ارتفاعه 23 مترًا. ويشكل لوحة فنية بديعة. قوامها خشب السنديان الأحمر مع زخرفة ونقوشات هندسية مستوحاة من سقف الجامع الكبير بصنعاء، وتتوسط المسجد نماذج فريدة ونادرة من التيجان والفوانيس المجصصة، والثريات المتدلية من السقف والقباب بأحجامها وأشكالها المختلفة، وهي مصنوعة من الكريستال الخالص والنحاس المطقم بالبلاتينيوم، للحفاظ على لمعانها ورونقها، كلوحات فنية تنسجم بالنقوشات الخشبية ذات الطابع الإسلامي، وتتدلى من السقف فوانيس نحت عليها بفراغ فضائي أسماء الله الحسنى.
جامع الصالح، يضم 15 بابًا، منها خمسة شرقية، وخمسة جنوبية، وارتفاعها 6 أمتار وعرضها 3 أمتار، وهي مصنوعة من الخشب التيكي على هيئة مصراعين لكل باب، مع نقوشات وزخاريف بديعة، يعلوها أيات قرآنية منقوشة بطريقة المهندسين، أما نوافذ المسجد فعددها 24 نافذة، بنفس ارتفاع الأبواب وبذات الزخاريف مع زجاج واقٍ وضامن للسلامة.
أخيرًا،
جامع الصالح، في قلب صنعاء، يمثل جوهرة ثمينة ومعلمًا بارزًا، ومنبرًا صنع لصنعاء مكانة مهمة ضمن التراث الإسلامي، ليصبح صرحًا جامعًا لليمنيين، ومنبرًا عاليًا للتعايش والدعوة والتوسط والسلام، هذه غاية عظيمة جدًا جدًا، ولكن، وفي ذات الفترة التي بني خلالها المسجد، مع الفترات اللاحقة لبناءه وافتتاحه، بقيت أصوات المعترضين تنال منه، ومن دافعه وغايته، بمبررات واهية، مبررات المشاريع الضرورية والخدمات الأهم، كان هذا في فترة امتلاكهم لعشرات الألاف من المساجد، لكنهم يخشون على رداءهم الديني وحقهم الحصري في أن يصبح بأياد أشخاص غيرهم، لهذا عارضوه وشوهوه وشككوا فيه حتى ذهبت البلد بمن فيها، وبقيوا حتى اليوم يترحمون على رئيسه وبانيه، ومعمر المدن والخدمات، وصانع نهضة اليمن الحديث، سلام الله عليه ورحمة منه وبركاته.
#جامع_الرئيس_علي_عبدالله_صالح
#علي_عبدالله_صالح