منبر حر لكل اليمنيين

أسئلة؟؟

67

(1)

ما جدوى أنْ تبقى منتظراً
حتى آخر شوطٍ أو مشوارْ .
والعمرُ يمرُّ كومضِ البرقِ
وما من أحدٍ يأتي،
أو يطرقُ بابَ الروحِ ،
ويحضنُ هذا الجسدَ المنهار؟!

(2)

كيفَ لا تنحبُ القبّرة
والترابُ المعفّرُ في ريشها
من ثرى المقبرة ؟!

(3)

كلٌّ منا ينتظرُ الآخر
لكنّا مثلَ قطارينِ
يسيرانِ سدىً
عكسَ الرحلةِ
كيفَ إذاً يلتقيانْ
والأفقُ الباسطُ كفيهِ
لغيثِ الرحمةِ
غابُ أنينٍ ودخانْ .

(4)
بعدَ هذا الفضاءِ الذي
ضمَّ في جوفِ صحرائهِ
كلَّ هذا الرفاتْ .
ما الذي قد تبقّى لنا
فوق أصفادِ هذي الحياة ؟!

(5)

هلْ تهرمُ ذاكرةُ الشاعر
وربيعُ خلاياها غَبشٌ غضٌّ
وسماءُ جزائرِها حلمٌ آسر ؟

(6)
اُغنّي وريشي سوادٌ
وشِعري نواحٌ
بلونِ الغيابْ .
فأَنّى سأخلعُ هذا الرداءَ الغرابيَّ
أدفنهُ ،
ثم ألبسُ ثوبَ الندى والسحابْ ؟ !

(7)
في القمقمِ
صرتَ كهذا القنفذِ
تقتاتُ على ضيمِ مراثيكَ ,
وتبكي مَنْ غابَ ,
ومنْ سوفَ يغيبْ
لا تشربُ إلاّ من نبعِ لظاكَ ,
وخمرِ رؤاكَ ,
وتوقدُ من كربِ حناياكَ
بهذا الزمنِ الماحلِ ناراً
تخضرُّ بأصقاع منافيكَ
فأينَ ستقضي ما ظلّ من العمرِ ,
ومَنْ في خاتمةِ الرحلةِ يُؤويك ,
ويسرجُ غبرةَ روحكَ
في هذا الزمنِ العاقِ ..
ويرثـيك ؟!

(8)
اذا كانَ كلُّ الذي يحتوينا
خلاصاً لهذا الأسى
والعناءِ الطويلْ
لماذا إذاً لا تشدّي بكفيَّ كفّيكِ
نحنو على بعضنا ،
نحتسي نخبَ عشقٍ جميلٍ ،
ونختطُّ ميلادَ عمرٍ جديدٍ
ونكسرُ بوابةَ المستحيل ؟

(9)
ماذا أفعلُ كي اوقظَ في عينيكِ
بريقَ الأملِ الأسمى ،
أُشعلُ جذوةَ هذا العشقِ المدفونِ
بجنبيكِ ،
وأطلقُ سربَ عصافيرَ
تغرّدُ فوقَ سماءِ الشفتينْ .
ماذا أفعلُ كي أغرسَ في نبعِ هواكِ
ربيعَ شموسٍ
لا تخبو في عصفِ مداراتِ الريحِ
وأسرجُ شعلةَ حبٍّ لا يفنى
في مسكِ حناياكِ
وأُطفئُ وحشةَ هذا الليلِ المجنونْ .

( 10)
لماذا أحفرُ في ذاكرتي قبري ،
أو منفايَ
وأدلفُ في جوفِ الحوتْ ؟
ولماذا أَبقى في الظلّ وحيداً
يأكلُني الصمتُ
ويخلعُ زهرةَ روحيَ
هذا الحزنُ المكبوت ْ.
………..

أأنا حفّارُ قبورٍ
أم جمجمةٌ
تنحبُ تحتَ ترابِ التابوت ؟!

تعليقات