منبر حر لكل اليمنيين

عن عمر ناهز ال 80 عامًا.. ماجد زايد يكتب عن الراحلة فتحية الجرافي زوجة الشاعر البردوني

عن عمر ناهز 80 عاما وفاة فتحية الجرافي زوجة الشاعر البردوني

47

توفيت نهار اليوم زوجة الشاعر اليمني المعروف عبدالله البردوني، السيدة اليمنية فتحية إسماعيل الجرافي (أمة الرحيم الجرافي)، هذا وقال الدكتور محمد الجرافي أبن شقيق الفقيدة في اتصال أجريته معه، بأن عمته الأستاذة فتحية الجرافي توفيت نهار اليوم الأثنين، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، هذا وكانت الفقيدة من أوائل الجامعيات اليمنيات المبتعثات للدراسة في القاهرة، حيث تعلمت واكتسبت الخبرة والمعرفة اللازمة قبل عودتها لليمن، وبعد عودتها مارست معظم الأنشطة الخيرية والتربوية والتعليمية، وكانت مربية فاضلة وناشطة نسائية تعمل لسنوات طويلة بصمت وإخلاص، كما أسست الكثير من المشاريع التطوعية والتنموية، والمؤسسات التربوية والخيرية.

المرحومة فتحية الجرافي، هي الزوجة الوحيدة للشاعر عبدالله البردوني، ومثلت في حياته السند والعون والكيان الداعم الوحيد، كان يناديها الأستاذ البردوني “فتّوحة” فأحبّت فتحية هذا الاسم، فيما هي لم تكن تناديه إلا بصفته: “الأستاذ” فقط. في إحدى مقابلاتها الصحفية قالت فتحية الجرافي: “سيبقى وفائي أبدي للفقيد البردوني الذي كان يمنحني جُل اهتمامه خلال حياتنا الزوجية”.

وبحسب أحد التقارير الصحفية، تزوّج البردوني من فتحية الجرافي في العام 1976، إبان حُكم الرئيس إبراهيم الحمدي لما كان يُعرف ب”الجمهورية العربية اليمنية”. وهي الزوجة الثانية للشاعر، بعد وفاة زوجته الأولى “فاطمة الحمامي”. تتحدث فتحية بشغف بالغ عن بدايات معرفتها بالأستاذ البردوني، عندما كان مديراً للبرامج بإذاعة صنعاء، وهي مديرة لمدرسة “بلقيس” المجاورة للإذاعة، إذ كانت طالباتها يطلبن منها سماع الأستاذ وهو يُلقي الشعر.

تقول: “وأنا كنت أتصل به، وأحاكيه برغبة الطالبات سماع صوته، كان يلبّي الطّلب، من هنا تعرفنا على بعض أكثر، وبعد رحيل زوجته الأولى عرض عليَّ الزواج، فوافقت”. وعن الفترة، التي قضاياها معاً كزوجين، تقول “كان البردوني مُحباً، ودوداً، كريماً، طيباً ومتعاوناً، ولم نختلف خلال حياتنا الزوجية، لأن نحن الاثنين مشغولين، هو مشغول طول اليوم باستقبال ضيوفه ومحبّيه، وأنا مشغولة في وظيفتي”. ويظهر هذا الحب في قصيدة “جلوة”، التي نسجها البردوني ل”فتحية”، في يوليو 1978م، يقول مطلعها: كرائحة الصمت بعد الضجيج كإغفاءة الحزن بعد النشيج

وكون البردوني فاقدًا للبصر، وحوله فريق من الكُتاب والقُراء، ممن أُوكلت لهم مهمتا القراءة والكتابة، أو تدوين ما يقوله في مختلف الجوانب الأدبية، إلا أنها كانت تقرأ له بعض الأحيان ما يطلُب منها، أو تدوّن ما يقوله. تقول: “أحياناً كنت أُبدي ملاحظاتي، وهو يتقبلها دون زعل”. وقد رافقت البردوني في معظم سفرياته، التي كان يُدعى إليها من خارج الوطن، لحضور مؤتمرات شعرية وغيرها.

رحم الله الفقيدة وألهم أهلها الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

ماجد زايد

تعليقات