الخارجية المصرية.. لا بد من لم شمل جميع الأطراف في السودان
شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على أهمية أن تشمل أي عملية سياسية مستقبلية في السودان كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة الداخلية السودانية، على أن تتم تلك العملية في إطار مبادئ احترام سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومنع تفككها، فيما تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب سلاح الإشارة التابع للجيش في الخرطوم بحري وفي بابنوسة والفاشر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد أبو زيد، بأن سامح شكري، استقبل أمس الاثنين، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، الذي يزور مصر في إطار جولة إقليمية تستهدف التشاور حول سبل إنهاء الأزمة في السودان، حيث تناول اللقاء الجهود المصرية الحالية لتهيئة المناخ السياسي بالسودان، والتي تعكس حرص مصر على التواصل مع كافة الأطراف السودانية الفاعلة، تأكيداً لمبدأ شمولية العملية السياسية.
وأشار إلى الاتصالات التي اضطلعت بها مصر مع الأطراف السودانية المختلفة والجهود الدبلوماسية المصرية مع القوى الدولية والإقليمية والمنظمات الأممية والدولية، سواء عبر مسار دول الجوار أو غيره.
وأكد الوزير المصري أهمية وقف التصعيد والتوصل إلى اتفاق مستدام لإيقاف إطلاق النار والحفاظ على تماسك الدولة السودانية ومؤسساتها ونسيجها الاجتماعي، إضافة إلى حث المجتمع الدولي على توفير كافة المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني.
ولفت إلى جهود مصر لتقدیم الدعم اللازم للشعب السوداني منذ بدء الأزمة واستقبالها أكثر من نصف مليون مواطن سوداني، مشيراً إلى حرص مصر على الاستمرار في تقديم الدعم الإغاثي والتنموي والخدمي للسودان في محنته الحالیة.
ودعا شكري الإدارة الأمريكية إلى تقديم دعم ومساعدات للسودان لما لديها من قدرة وتأثير على خروجها من الأزمة الحالیة.
من جانبه، أكد بيرييلو الذي يزور مصر في إطار جولة إقليمية تستهدف التشاور حول سبل إنهاء الأزمة في السودان إدراك الإدارة الأمريكية أهمية دور مصر وتأثيرها في المنطقة ومحورية دورها في أي حل مستقبلي للأزمة السودانية. وحرص على الاستماع إلى تقييم الوزير شكري بشأن موقف مصر تجاه الخروج من الأزمة الحالیة في السودان بناء على «علاقة مصر التاريخية من الشرائح الاجتماعية والسياسية المتنوعة على الساحة السودانية».
وذكر المتحدث أبوزيد أن الجانبين اتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب سلاح الإشارة التابع للجيش في الخرطوم بحري. وأكدت مصادر أن قوات الدعم السريع شنت أمس هجوماً على «سلاح الإشارة» من ثلاثة محاور «شرقاً وغرباً وشمالاً»، فيما اندلعت الاشتباكات العنيفة مع الدفاعات المتقدمة لقوات الجيش.
وهذه الاشتباكات هي الثانية من نوعها خلال هذا الأسبوع، حيث دارت يوم السبت معارك عنيفة بين الطرفين قرب «سلاح الإشارة» التابع للجيش واستمرت إلى ما بعد غروب الشمس.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس الاثنين، بين الجيش والدعم السريع، في مدينتي بابنوسة غرب كردفان والفاشر شمال دارفور، فيما شهدت تلك الاشتباكات قصفاً مكثفاً نفذه الطيران التابع للجيش.