منبر حر لكل اليمنيين

الشيخ المقرئ القريطي.. صوت رمضان

35

ليس هناك صوتٌ هو أشهر من وجهٍ إلا صوت المقرئ الشيخ محمد حسين القريطي، الذي عرفه اليمنيون من خلال صوته لا صورته. إنه صوت رمضان الذي ارتبط بوجدان اليمنيين، وظل رفيقهم الدائم في الحل والترحال.

تلاوة القريطي تعيد إلى أذهاننا اليوم تفاصيل كثيرة ارتبطت به في ريفنا اليمني في هذا الشهر الفضيل مذ كنا أطفالا صغارًا. فمع بداية تلاوته يبدأ تجهيز وجبة الإفطار، وتنظيف “التريك”، وتجهيز “نارجيلة” المدخنين من الكبار سابقا. ثم جمع وإدخال الدجاج والديوك إلى “المدج” الخاص بها، حتى لا تبيت خارج البيت، فيلتهمها الثعلب. وأيضا تجهيز القهوة، ولقهوة رمضان نكهة خاصة، تختفي مع نهاية آخر يوم من رمضان.

محمد حسين القريطي، يُقال إنه من مواليد 1922م، حج مكة المكرمة أكثر من مرة، وكان يقرأ القرآن الكريم هناك أيضا في الحرم المكي، ويستمع له الكثير من الحجاج.

ارتبط أيضا بإذاعة صنعاء التي تأسست لأول مرة سنة 1947م، وكان أول المقرئين فيها. وظل فيها حتى وفاته سنة 1962م.

لا يُجمع اليمنيون على حب أحد كما يُجمعون على حب الشيخ القريطي، مترحمين عليه خلال أيام وليالي الشهر الفضيل. وهذا سر من أسرار عظمة هذا الرجل المحظوظ، خالد الذكر.

القريطي رفيقنا في خارج الوطن أيضا، نتذكره سنويا مع أول يوم رمضان، ويرافقنا حتى آخر ليلة، وقد تنشأ عليه أيضًا أولادنا في الخارج، وارتبطوا وجدانيا به.

من صفحة الكاتب على إكس

تعليقات