رمضان في اليمن من الصيام إلى الصيام
يحل شهر رمضان هذا العام على الشعب اليمني وهو مثقل بالهموم ما بين تشرد وفقر وبؤس وإغلاق طرق ومصير مجهول ينتظرهم، ليصبح رمضان عبئا على شعب أضحى جميعه فقير، فهو صائم دون رمضان، بسبب الفقر ونهب المرتبات وتعطيل الحياة، ويبقى للسكان في مناطق الحوثيين معاناة إضافية، تتمثل في منعهم من أدائهم صلاة التراويح .
لا شك أن الفرق شاسع بين رمضان قبل الحرب أو حتى أثناء الحرب وبين رمضان اليوم، فقد كان رمضان حافلا بالمودة الأسرية والولائم الرمضانية للأقارب وعابري السبيل، أما رمضان اليوم فيأتي بعد أن تمزقت الكثير من العائلات ما بين من قتل ومن يعاني من جروح أو بتر أو إعاقة وأصبح الحديث عن مآسي الحرب وتذكر من غيبهم الموت أو الهجرة، يحل رمضان عليهم كئيبا فلا بصيص أمل بعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي .
لا فرق بين رمضان في مناطق الحوثيين أو في مناطق المليشيات الأخرى فجميع اليمنيين يعانون من عدم القدرة على تأمين احتياجات شهر رمضان، مع تزايد تدهور أوضاعهم المعيشية، وهناك الكثيرون يجهدون بالبحث عمن يعينهم على مصاريف الشهر الذي يعد الأقسى قياسا بأشهر رمضان التي مرت خلال سنوات الحرب.
لقد ترك اليمنيون لوحدهم، تركهم القريب والبعيد، فلم تعد مناسباتهم الدينية كما كانت، فقد كان اليمنيون يستعدون لهذا الشهر الكريم بشراء احتياجاتهم قبل حلوله بأيام، أما اليوم فليس لديهم ما يملكون لشراء شيء ويعيشون على المساعدات الشحيحة وهناك الكثيرون يعيشون حياة يعمها البؤس والحرمان.