لم ندرك قيمة علي عبدالله صالح ونظامه إلا بعد أن فقدناهما
نحن محاطون في حياتنا بالعديد من النعم والاشياء القيّمة والجميلة والشخصيات العزيزة والعظيمة، ولكننا لا نكاد نذكرها ولا نشعر بقيمتها إلا حين نفقدها وبعد زوالها.
فلا يحس بمكانة الأب أو الأم إلا من توفي والديه أو أحدهما. ولا يعرف أهمية نعمة النظر أو السمع ألا من فقد نظره أو سمعه، ولا يقدر ثمن الحركة الا من بتر ساقه، ولا يعلم قدر ومكانة الشخصيات العظيمة الا من يخسرها أو يفرّط فيها ..
ونحن اليمنيون فقدنا أعظم وأبرز وأحنك وأشجع قائد وطني وسياسي وتنموي ووحدوي وإنساني.
فقدنا ربان السفينة وقائد النهضة وباني المنجزات والمعجزات الوطنية ومحقق الوحدة اليمنية وشهيد الجمهورية الشهيد القائد علي عبدالله صالح، ولم نعرف قيمته وأهميته إلا بعد رحيله. ولم ندرك أهمية نظامه ومنجزاته وخدماته إلا بعد أن تولى السلطة خلفائه واهلكوا الشعب وممتلكاته ودمروا الوطن ومنجزاته ومقدراته.
ولم نعلم بقيمة دولته ونظامه إلا بعد أن سقطت الدولة ونظامها وسيادتها ودُنست كرامتها و أُهين أبناءها داخل الوطن وخارجه.
ولم نعلم بقيمة الأمن والأمان والاستقرار الذي كنا نعيشه إلا بعد أن وقعنا في مستنقع الفوضى والصراع والقتال والانفلات والهلاك والمهانة
ولم نحس بقيمة العدالة والحرية والديمقراطية إلا بعد أن وقعنا في شباك الظلم والاستبداد والعبودية
ولم نقدر حجم النعمة التي كنا فيها إلا بعد أن تذوقنا خسارتها ودفعنا ضريبتها واصبحنا في أمس الحاجة اليها.
فها نحن اليوم نعيش أوضاعًا مأساوية ومتردية وانفلات أمني وتدهور اقتصادي ومعيشي مستمر وبدون أدنى مقومات الحياة الطبيعية وأدنى الخدمات الأساسية، وهو ما يجعلنا نقدر ونستشعر مقدار النعمة التي كنا نعيشها في عهد الزعيم القائد الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه .