شوقي هائل وثلايا 55
أنزل الله على تعز ليلة القدر من خلال اختيار أحد شبابها المناضل شوقي هائل كمحافظ للمحافظة وكان أول اختيار لرجل بقدر عال من العلم والإبداع والتفاني والنزاهة والنشاط .. حتى أنني استخسرت اختياره لمنصب المحافظ وكان المفترض يكون رئيس وزراء كان سيحول وينقل البلد إلى مصفوفة الدول المتطورة جدا.. نعم شعرت بحزن لتعيينه في تعز لأنني مدرك أن أصحابنا لن يتركوه ينفذ طموحاته من مشاريع كبيرة ومركزية.. وهذا ما حصل فرضوا عليه حصارا سياسيا محشورا في حزب أراد أن يستبدل كل الدرجات الوظيفية لصالحه وأوجدوا صراعات بين اقطاب الإدارة دون اكتراث لمشاريع أو مصداقية.
جاء هذا الرجل من أسرة تجارية اقتصادية تتعامل مع 1+1=2 واجبروه أن الناتج يساوي صفرا ..صفر مشاريع صفر تنميه صفر نزاهة صفر أخلاق ويساوي الناتج 100% لمصلحتهم مهما كان الثمن، لكنه رفضهم رفضا كليا.
كان طموحه يصنع من تعز نموذجا تتباهى فيه كل محافظات الجمهورية، وخرجوا بمظاهرات ضده حتى أن بعض هذه المظاهرات لم تعمل حدود واحترام لشكل المعارضة وقذفوه بشتائم حتى أنهم ذكروه باسم أمه.. ما هذا؟!
لم نتصور أن تعز الثقافة والأدب والاحترام والعلم يعيش في زواياها واحشائها مثل هؤلاء الأمراض شغلوه عن التنمية ليجبروه الاكتواء بنار مستنقعهم الفاسد، الذي أثبتت الأيام أنهم كانوا أداة هدم لا تنمية، وفوق هذا وذاك قطع شوط في تحلية مياه البحر الحل الحقيقي لازمة المياه في تعز قرب من انجاز أوليات مشروع المطار وبناء الملعب الرياضي الذي بدأ إنجازه.
أكمل كل مشاكل بناء مجمع حمد الطبي القطري التعليمي الكبير جدا في مفرق ماوية وكنا على وشك التنفيذ، نفذ الكثير من التوسعات والخطوط الدائرية، أوجد قاعدة بيانات تسير بموجبه السلطة المحلية لتنفيذ كل مشاريع تعز كان موجودا أو تم تغيره، حل مشكلة الكهرباء المزدوج من تحلية البحر وتوليد الطاقة وبأقل التعرفة، أوجد ترابطا بين أهم محافظة مجاورة مثل إب وأعتبر المطار يخدم أكثر ثلاث محافظات، أغلق منابع الفساد وكان همه نقلة نوعية لتعز، تحرك ميدانيا أكثر من بقائه في المكتب، صرف مليارات الريالات من حساب مجموعة هائل سعيد لدعم الكثير من المشاريع وكان المسؤول الأول في اليمن يسخر أموال مجموعته الخاصة للصالح العام بينما نحن نعرف أن جميع المسؤولين يعملون العكس، نعم لقد خسرت تعز هذا الابن البار والوفي لوطنه وقد جاءت شهادتي متأخرة لأنه يرفض من يتحدث عنه وعن أسرته الفاضلة التي لا توجد منطقة في اليمن إلا وفيها مشاريعهم الخيرية من مدرسة إلى مستوصف إلى جامع إلى دعم للفقراء والمساكين.
تحية إجلال وتقدير واحترام لهذا الوطني الهمام نعتذر لك يا آخر الرجال المحترمين نعتذر الف مرة لأسرتك التي تحملت من ابنائها وأهلها في تعز الكثير والكثير ولا زلت تتحمل حتى اليوم.
اخي المناضل شوقي لقد تكرر المشهد بينك وبين الثلايا وهو في ساحة الاعدام في ميدان الشهداء في تعز عندما طالب الشعب بإعدامه وقال لعن الله شعبا أردت له الحياة واراد لي الموت
وهكذا عاملوك بعض أمراض النفوس، مع الفارق انك لم تلعن أحدا أيها المناضل، القاعدة العريضة من أوفياء تعز كانوا معك لكنهم كانوا مغيبين.