أحيانا تجد أشخاصا يكرهون أمهاتهم، يكرهون ذواتهم، يكرهون وجبة بعينها، أو ألوانا محددة. ستجد أشخاصا يكرهون كل شيء، إنهم مخلوقون من الكراهية، إنهم الكراهية لو كان لها وظيفة، ومع ذلك لن تجدهم، لن تجد أحدا، يكره (لوكا مودريتش).
أتذكر لوكا منذ أيام توتنهام، قلت ربما أنني لا أكره لوكا لأنه يلعب في توتنهام، ومن قد يكره لاعبا في نادي توتنهام، لأنه كان مثل النادي الذي لا يؤذي أحد، إلا نفسه في لحظات انفجاره بالبكاء بعد كل هزيمة وقتها.
في النهاية كان تونتهام .. ليس أرسنال أو تشيلسي أو ليفربول.
ثم انتقل لوكا إلى ريال مدريد، وكمشجع لبرشلونة، وبعيدا عن القناعات الفنية يجب علي ولو قليلا كره أي لاعب في ريال مدريد، مهما كان بارعا.
أعترف كرهت حتى زوجات اللاعبين وأطفالهم، لأنهم الريال وهذا برشلونة، هذا الأمر مهم كمشجع متعصب وليس كناقد أو صاحب آراء عادلة.
هذا أمر هو شيء مصاحب لكرة القدم، ليس أنه كرة القدم نفسها.
إن لوكا مودريتش غير قابل للكراهية، نعم هناك امكانيات فنية عالية.. لا بل من تلك التي تكون مخصصة بالاسم حين يلد المرء، حينما ولد لوكا قالوا اعطوا لوكا ميزاته التي هي باسمه حصرا.
لوكا، الأفعى النبيلة التي تتسلل إلى كل مكان، تلدغ وتودع، وأنت مبتسم، لا تعي ما حل بك وما جرى.
لوكا لاعب محصن ضد الكراهية.
و ليس هذا فقط …
إنه اللاعب الذي سوف تحبه، كان في فريقك أو في فريق المنافس، كان لاعب كرة قدم أو كرة سلة، كان رجلا ثريا أو لا شيء.
ستحب لوكا مودريتش، أقولها عن تجربة 15 سنة من معرفة لوكا ومتابعته.
ستحبه ..وتعلن للجميع أنك تسامحه على كل شيء ، وحده تسامحه، أو أنك ستطلب منه أن يسامحك، لأنك لم تنضم إلى جانبه في كل مرة.
لكن هذا صعب يا لوكا، أنا رجل يتذوق طعم الحياة، عبر التعصب والغضب والكراهية، الكراهية النظيفة في إطار التنافس.
يكفيك فقط ..يكفيك يا لوكا .. أنه كلما راودتني فكرة هزيمة ريال مدريد في آخر عشر سنوات، تختلط معها فكرة أخرى، تربكها، تربكني معها، كيف نستطيع أن نهزم ريال مدريد، إنما دون أن أرى وجه لوكا مودريتش حزينا.
اتقفز محتفلا بمناسبة انتصار ما على غرمائنا الريال.. بينما أنا أبحث عن الجوال لأرسل رسالة SMS إلى زوجة لوكا مودريتش قائلا : ” عندما يعود لوكا من الملعب أخبريه أنني أحبه التوقيع : ألد اعدائه على الإطلاق” محمد الوشلي.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تعليقات