منبر حر لكل اليمنيين

عن السر العسكري في محافظة إب

9

المتأمل في وضعية إقامة الحصون العسكرية التي يعود عهدها لما قبل الإسلام بآلاف السنين يستطيع معرفة الكثير من الأسرار العسكرية فيما يتعلق بالجانب البري وفيما يتعلق أيضاً بالاستطلاع حسب واقع تلك الأيام.
في وسط محافظة إب توجد أربعة حصون عسكرية بنيت على شكل مربع، ما بينها وسط إب، وشرق اثنان منها شرق إب ، وغرب الاثنان الآخران غرب إب.
ما بين حصن حب وأنور مسافة ما بين الخمسون الكيلو إلى المئة وتوجد بينهما قلعة سمارة، وما بين التعكر وخدد في الجهة المقابلة نفس المسافة وتوجد ما بينهما قلعة شباع وموقع نهره.
هذه الحصون بمثابة أربعة أهرامات حميرية ، في حصن خدد وحب ما يقارب المائتان الألف حجر، تم إيصال الحجر وبناءها في رأس قمم جبلية معلقة ذات طريق لا تستطيع الجمال المشي بها ، ولا تستطيع اليوم الدراجة النارية ولا السيارة أن تشق لها طريق لتصعد للحصن ، فقط طريق قدم للإنسان ، ما يتضح أنه تم تكسير الحجر في ذلك الوقت لتكون على حجم الحجر هذه الأيام ليسهل حينها نقلها على ظهر الإنسان إلى أعلى قمة الجبل لبناء الحصن ، ولو كان الحصن على مستوى الأرض كالأهرامات لتم بناءها بحجر كحجم حجر الأهرامات.

هذه الأربعة الحصون في إب كانت تشكل عامل الصد والإسناد والتقدم والحماية ، الدفاع عن عدن والإسناد والتقدم نحو الشرق البيضاء وما بعدها ، والإسناد نحو الغرب تهامة والأمام نحو ريمة وصاب عتمة.
في كل الصراعات التأريخية تجد أن أغلب المواجهات تدور من أجل السيطرة على هذه الحصون ثم عبرها يستطيعون السيطرة على الكثير من ما بعدها.
أغلب الدول الزيدية والإسماعيلية القادمة من صنعاء كانت تخوض مواجهات حتى تسيطر على هذه الحصون ثم تسيطر بعدها على الجنوب.
الاحتلال العثماني كان يسيطر عليها ثم بعد ذلك يسيطر على صنعاء وأحيان على الجنوب، في الاحتلال الثاني لم يستطع السيطرة على الجنوب بسبب احتلال الإنجليز.
أروى الصليحية وجدت أنها لديها خلافات قد تجعلها تخسر صنعاء، فنزلت إلى إب وتمركزت فيها وهناك استطاعت أن تقوي سيطرتها على صنعاء وعلى الجنوب معاً.

إب رمانة الميزان بين صنعاء وعدن، من سيطر عليها ترجح كفته.
في إب أكبر مركز استطلاع نحو البحر الأحمر والعربي ونحو الجنوب وتهامة، في السيطرة عليها تحقق نجاح حماية جوية وصد وتحول الرقابة الاستطلاعية بقوة نحو صنعاء وما جاورها.

في حرب الجبهات بالمناطق الوسطى، أخطأ الرفاق عندما أتجهوا من اتجاه يريم نحو ذمار قبل أن يسيطروا على إب، تعرضوا للهزيمة بسبب عدم وجود إسناد من إب، كان الأولى أن يسيطروا على إب ومنطقة ما بين هذه الحصون الأربعة وكانوا قادرين حينها وكان الناس معهم، ثم يتجهوا من اتجاه يريم نحو ذمار وسيأتيهم الإسناد من إب.
لا يحتاج لأن تخوض مواجهة عسكرية عبر الساحل الغربي لتحرير تهامة، هذا عمل جزئي يكلفك الكثير من التأمين ويجعلك في وضعية المكشوف ومعرض للاستهداف والهجوم من إب التي تحت سيطرة خصمك.
ولكن بإمكانك أن تتقدم من اتجاه الضالع يريم عتمة وصاب ريمة على الحدود الجبلية ذات العلامة المذهبية سابقاً وتستطيع أن تحرر تعز وإب وعتمة ووصاب وريمة وكل الحديدة وتهامة والساحل الغربي دون خوض معارك فيها وتحقق لها التأمين القوي جوياً وبرياً.

تعليقات