منبر حر لكل اليمنيين

هل يحذو محافظ تعز حذو محافظ مأرب في فتح الطريق من طرف واحد؟

41

أقدم محافظ مأرب سلطان العرادة على فتح طريق مأرب صنعاء من طرف واحد ورمى الكرة في ملعب الحوثيين ، فقد أدرك العرادة بعد أكثر من تسع سنوات حرب ، لم تعد المسألة انقلاب ولا شرعية ولا تحالف ، فقد أصبحت قتل جماعي للشعب اليمني وإهانة وإذلال له ، فأقدم على تلك الخطوة الشجاعة التي ستفضح وتكشف من يتاجر بمعاناة الناس وآلامهم .

وهنا يواجهنا سؤال ، هل سيقدم محافظ تعز نبيل شمسان على فتح طريق مدينة تعز الحوبان من طرف واحد ، كون إغلاق هذا الطريق يعد عقابا جماعيا للسكان المدنيين ومصادرة لكرامتهم وحقوقهم الإنسانية ، كون طريق الحوبان يشكل الرابط الوحيد بين السكان المحاصرين في المدينة وبقية العالم ، ففتح هذا الطريق سيساعد بشكل كبير في تحقيق معاناة السكان الذين ظلوا في عزلة شبه تامة تسع سنوات ؟

لقد آن الأوان لفتح الطرق أمام المسافرين وتحميل الحوثي مسؤلية منع اليمنيين من التنقل والسفر ونحن لا نعتقد بأن الحوثي سيضع نفسه في مواجهة اليمنيين ، لأنه يزعم أنه يقاتل لأجلهم ولأجل كرامتهم ، وليس هناك امتهان لكرامتهم أكثر من إهدارها في رمال الجوف أو في طريق الأقروض الجبلي الذي يلتف حول المدينة .

والغريب في الأمر ، أننا لم نسمع صوتا للنسوية وأنصار المرأة ولا حتى لجماعات السلام التي تحيط بمكتب المبعوث الأممي ما يدعو لحماية المرأة التي تتعرض للامتهان في هذه الطرق ، بالرغم من أن العهد الدولي واليمن عضو فيه ، يؤكد الحق في حرية التنقل ، كما أن المادة ١٣ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، تكفل لكل فرد الحق في حرية التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة ، فلماذا لا تنزل الجماعات النسوية وجماعات السلام إلى مأرب وتعز لمناصرة قرار السلطة المحلية ؟

لماذا يدفع المدنيون ثمنا باهضا لممارسة حقهم في التنقل وتأمين الاحتياجات الأساسية ، مثل الغذاء والماء والمواد الأساسية ؟ لقد ألحق هذا الحصار أضرارا خطيرة بالحقوق الأساسية للسكان وعرضهم لمخاطر مباشرة على سلامتهم وحياتهم .

لم يعد هناك أي عذر لدى أي طرف من أطراف الحرب في إغلاق الطرق ، وكل مسؤول في منطقته يملك تأثيرا ، يجب عليه استخدام هذا التأثير لتشجيع الآخرين على إيقاف امتهان كرامة اليمنيين وإذلالهم وعلى اليمنيبن أن يتضامنوا فيما بينهم ويسعون بكل إخلاص إلى فتح الطريق أمام المارة والمسافرين ، ينبغي أن تكون مبادرة العرادة بمثابة الشرارة التي تمكن اليمنيين من المشاركة في فتح الطريق وعلى محافظ تعز أن يبادر بالمثل إلى فتح طريق مدينة تعز الحوبان ، فالقانون الإنساني الدولي يلزم أطراف النزاع بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية وحرية تنقل المدنيين دون عوائق ، فحرية التنقل والسفر يعد عنصرا أساسيا لنجاح السلام .

تعليقات