هل يحذو محافظ تعز حذو محافظ مأرب في فتح الطريق من طرف واحد؟
أقدم محافظ مأرب سلطان العرادة على فتح طريق مأرب صنعاء من طرف واحد ورمى الكرة في ملعب الحوثيين ، فقد أدرك العرادة بعد أكثر من تسع سنوات حرب ، لم تعد المسألة انقلاب ولا شرعية ولا تحالف ، فقد أصبحت قتل جماعي للشعب اليمني وإهانة وإذلال له ، فأقدم على تلك الخطوة الشجاعة التي ستفضح وتكشف من يتاجر بمعاناة الناس وآلامهم .
وهنا يواجهنا سؤال ، هل سيقدم محافظ تعز نبيل شمسان على فتح طريق مدينة تعز الحوبان من طرف واحد ، كون إغلاق هذا الطريق يعد عقابا جماعيا للسكان المدنيين ومصادرة لكرامتهم وحقوقهم الإنسانية ، كون طريق الحوبان يشكل الرابط الوحيد بين السكان المحاصرين في المدينة وبقية العالم ، ففتح هذا الطريق سيساعد بشكل كبير في تحقيق معاناة السكان الذين ظلوا في عزلة شبه تامة تسع سنوات ؟
لقد آن الأوان لفتح الطرق أمام المسافرين وتحميل الحوثي مسؤلية منع اليمنيين من التنقل والسفر ونحن لا نعتقد بأن الحوثي سيضع نفسه في مواجهة اليمنيين ، لأنه يزعم أنه يقاتل لأجلهم ولأجل كرامتهم ، وليس هناك امتهان لكرامتهم أكثر من إهدارها في رمال الجوف أو في طريق الأقروض الجبلي الذي يلتف حول المدينة .
والغريب في الأمر ، أننا لم نسمع صوتا للنسوية وأنصار المرأة ولا حتى لجماعات السلام التي تحيط بمكتب المبعوث الأممي ما يدعو لحماية المرأة التي تتعرض للامتهان في هذه الطرق ، بالرغم من أن العهد الدولي واليمن عضو فيه ، يؤكد الحق في حرية التنقل ، كما أن المادة ١٣ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، تكفل لكل فرد الحق في حرية التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة ، فلماذا لا تنزل الجماعات النسوية وجماعات السلام إلى مأرب وتعز لمناصرة قرار السلطة المحلية ؟
لماذا يدفع المدنيون ثمنا باهضا لممارسة حقهم في التنقل وتأمين الاحتياجات الأساسية ، مثل الغذاء والماء والمواد الأساسية ؟ لقد ألحق هذا الحصار أضرارا خطيرة بالحقوق الأساسية للسكان وعرضهم لمخاطر مباشرة على سلامتهم وحياتهم .
لم يعد هناك أي عذر لدى أي طرف من أطراف الحرب في إغلاق الطرق ، وكل مسؤول في منطقته يملك تأثيرا ، يجب عليه استخدام هذا التأثير لتشجيع الآخرين على إيقاف امتهان كرامة اليمنيين وإذلالهم وعلى اليمنيبن أن يتضامنوا فيما بينهم ويسعون بكل إخلاص إلى فتح الطريق أمام المارة والمسافرين ، ينبغي أن تكون مبادرة العرادة بمثابة الشرارة التي تمكن اليمنيين من المشاركة في فتح الطريق وعلى محافظ تعز أن يبادر بالمثل إلى فتح طريق مدينة تعز الحوبان ، فالقانون الإنساني الدولي يلزم أطراف النزاع بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية وحرية تنقل المدنيين دون عوائق ، فحرية التنقل والسفر يعد عنصرا أساسيا لنجاح السلام .