علي المقري.. يكتب عن سكرتير الرئيس هادي الذي رحل مؤخرًا بهدوء
بقي محمد صالح حيدرة (1952- 14 فبراير 1024) بعيدا عن ضجيج الحياة الثقافية في اليمن، مكتفيا بالعلاقات الحميمية التي تجمعه مع بعض أصدقائه المقرّبين؛
وبسبب هذا المنحى الشخصي في سلوكه تم تجاهله من النقد الأدبي والفعاليات الأدبية، لكن ما أدى إلى هذا التجاهل أكثر هي تلك العناوين الملفتة التي اختارها لقصصه الأولى، ومنها “هائمة من اليمن” (مؤسسة روز اليوسف للصحافة والطباعة والنشر، القاهرة 1974 ، بمقدمة للناقدة سهير القلماوي) و”مراهقة جدا” (1978)؛
وربما بسبب هذا التلقي الرافض لمثل هكذا منحى يهتم بالجسد وبالعلاقات الحميمية، في وقت كانت المحمولات الأيديولوجية والسياسية تطغى على معظم الكتابات الأدبية في اليمن، تم تعديل عنوان المجموعة الأولى، في سيرته الشخصية، إلى “هيام من اليمن”، ولا أعرف هل كان ذلك بموافقته أم لا!
بعدها أصدر “السحب المسافرة” (1980)، و”السفينة العرجاء”، وهذه الأخرى قرأت عنها ولم أجدها! وله كتابان قيد الطبع حسب ما أخبرني الروائي ريان الشيباني مدير دار “مواعيد”.
حيدرة الذي عمل في فترة سكرتيرا صحافيا لنائب الرئيس، الرئيس لاحقا عبده ربه منصور هادي، لم تشفع له وظيفته هذه من بقاء راتبه الوظيفي فقُطع عنه ومات بحادث مروري مؤسف في صنعاء وهو بدون راتب أو مصدر للدخل!
تعرّفت على محمد صالح حيدرة في صحيفة 14 أكتوبر بعدن عام 1988 رفقة الراحلين العزيزين معروف حداد ومحمد شرف والشاعر جلال أحمد سعيد، وكان انطباعي الأوّل أنه شخصية كفكاوية تبحث عن اللامعنى في المعنى والعكس!
في لقاءتنا اللاحقة والخاطفة كان عليّ دائما أن أصمت في جلال حضوره الهادئ والمتأمل والحميم!
يا له من فقد لكاتب يمني ظل دائما في الهامش مع أنّه كان المتن كلّه!
*من صفحة الكاتب في فيس بوك.