ذات الأكاذيب والأساليب.. التاريخ يعيد نفسه
استخدم عبدالسلام فليتة وصف “الإخوة” عند الإشارة إلى المملكة العربية السعودية بعد سنوات من الإساءات والشتائم التي استخدمها الحوثيون كمبرر للتنكيل باليمنيين الرافضين لهم والتحريض ضد المملكة العربية السعودية.
شخصيا كنت أتوقع هذه النتيجة، لأن الحوثيين امتداد فكري وعرقي للإمامة التي لطالما استخدمت هذا الأسلوب مع اليمنيين.
قبل سنوات نشرت في صفحتي منشورًا نقلت فيه معلومة قرأتها في موقع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أوضحت طريقة تعامل بيت حميد الدين مع القبائل اليمنية أثناء وبعد الحرب ضد التواجد التركي في اليمن.
تفيد المعلومة بأن يحيى حميد الدين كان يعبئ القبائل اليمنية ضد التواجد التركي في اليمن رافعًا شعار “مواجهة الاستعمار”. حينها كان يصف الأتراك بالمستعمرين البغاة، ويفتي بقتلهم لأنهم “كفار تأويل” ومن قتل تركيًا دخل الجنة. وبعدما وصل إلى الحكم وأزاح القبائل، قال بأن الأتراك إخوة لليمنيين ولا يجب التحريض ضدهم لكي يقوموا بدعمه في تثبيت حكمه وهذا ما جعل بعض القبائل تنقلب ضده.
لم يخض يحيى حميد الدين المواجهة ضد الأتراك دفاعا عن الأرض اليمنية واليمنيين، بل ليصل إلى الحكم مستغلاً عاطفة اليمنيين ورفضهم للتواجد التركي حينها. وحول هذه الجزئية، سبق ونشر الصحفي المتمكن محمد العلائي جزءًا من رسالة كتبها يحيى حميد الدين عام 1908م ردًا على رسالة كان قد أبلغها إليه الشيخ محمد الحريري مفتي حماة بالنيابة عن السلطان العثماني، تشير هذه الرسالة بوضوح إلى أن بيت حميد الدين يقاتلون العثمانيين ليس من أجل سيادة اليمن واليمنيين كما يقولون، بل ما وصفوه حينها “إنصاف أولاد رسول الله”، وذلك بالتخلي لهم عما كانوا يسمونها في ذلك الوقت بـ”قطعة اليمن”. تقول الرسالة: “وكان اللائق بحال أركان السلطان الأعظم أن يجعل القطعة اليمانية من جملة الممالك التي بأيدي الكفار وقد ضربوا عنها صفحًا، وطووا عنها كشحًا، وما سارعوا لغير مملكة اليمن التي بأيدي أولاد رسول الله يحكمون فيها بما أنزل الله ويمنعون محارم الله.. فهلَّا جعلوا آل الرسول كالكفار الذين تركوا لهم ممالكهم؟”.
وخلاصة الرسالة كما أوضح العلائي:
“يا جماعة الخير اعتبروا اليمن واحدا من الأقاليم التي سقطت من أيديكم للكفار.. وفيما تخليتم عن تلك الأقاليم، لماذا لا تزالون متمسكين بالبقاء في إقليم هو في الأصل ملك يمين أولاد رسول الله؟ قبل هذه الفقرة مباشرةً، كان الإمام قد كتب مبتهلاً إلى الله “أن يرفع عن الأمة المحمدية السوء والمحن ويجعلها على اتباع الكتاب وقرنائه أهل بيت النبي المؤتمن”، (المصدر: مجلة المنار، 1 مايو 1908م)”.
كان يحيى حميد صريحًا، فقد قال للأتراك: اليمن ملكٌ لأولاد رسول الله، أي لهم. وبناء على ذلك فاليمنيون عبيدًا لهم أيضًا، ويجب أن يسلم الأتراك هذه الأرض لهم. يعني المسألة ليست مواجهة لاحتلال أو استعمار أو رفعة لدين الله عز وجل كما يزعم البعض.
وبالمناسبة، ما يزال الإماميون ينظرون إلى الأتراك كعدو استراتيجي ليس ذا أولوية بالطبع، لكنهم عدو طائفي -مثلهم مثل السعودية- رغم وصفهم لهم بالأخوة في أربعينيات القرن الماضي. فبعدما سيطر الحوثيون على مؤسسات الدولة في العاصمة، مباشرة قاموا بهدم النُصب التذكاري التركي في صنعاء بالجرافات، وبالإمكان متابعة مشاهد الهدم في موقع يوتيوب.
اليوم تستخدم عصابة الحوثي نفس أسلوب بيت حميد الدين، أولاً رفعت شعار الدفاع عن سيادة اليمن من الهيمنة السعودية، وقامت بناء على هذه الأكذوبة بجمع أقذع وأسوأ الشتائم الموجودة في المعاجم العربية ثم استخدمتها ضد السعودية واليمنيين الذين يختلفون معها، وعندما تزايدت وتيرة الرفض في الداخل اليمني لهم ووجدوا أنفسهم مضطرين للدفع بالسعودية إلى مربع الحياد طبقًا لسياسة إيران الحالية، بدأوا يتغزلون بالسعودية.. قالوا بأن السعوديين أخوة كما قال جدهم يحيى حميد الدين بأن الأتراك أخوة بعدما كانوا “كفار تأويل” ومن يقتلهم من اليمنيين يدخل الجنة..!
وكل هذا من أجل تمكين عبدالملك الحوثي وأبناء عمومته من رقاب اليمنيين.
أليس التاريخ يعيد نفسه؟
نفس الأكاذيب والأساليب السلالية؟!
ملاحظة: لا تخدعوا اليمنيين مجددا وتصفوا ما تقوم به هذه العصابة بالسياسة.. هذه ليست سياسة. هذه خسة ونذالة وخيانة لليمنيين. يتم خداع شعب بأكمله بشعارات دينية وسياسية والهدف من كل هذا تمكين سلالة عنصرية من حكم الشعب.
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك