منبر حر لكل اليمنيين

مطهر رشاد.. رجل أمن بار بوطنه وصاحب حكمة نافذة

45

هناك شخصيات قيادية تمر في حياتك لا تملك إلا أن تتذكر تاريخها المشرف الناصع في مختلف المواقع التي شغلتها، وقد تركت خلفها بصمات طيبة وأثر مشهود، يبق رصيدها الذي تعتز به وتفتخر، ومجدها الذي من خلاله يشار لها بالبنان.

اللواء مطهر رشاد المصري وزير الداخلية الأسبق، رجل الأمن الغني عن التعريف والشخصية الفذة التي صنعت لذاتها قيمة وتاريخ، وصار في لحظة ما شخصية محاطة بالآخرين وإشادتاهم، وقيمة استطاعت أن تثبت بجدارة في عملها.

عسكري من طراز رفيع، يمتاز بخلق عالٍ وتواضع جم، وطني وجمهوري أصيل المعدن، لا يشق له غبار في هذه الثوابت، من أسرة عريقة، يحظى باحترام وتقدير كبيرين من كل من عرفه، صاحب مواقف مشرفه ورجولية في مختلف المراحل والمهمات، يحترم مَن حوله من الشرفاء والمناضلين ويقدر أدوار الآخرين.

تدرج في المناصب مثله مثل كثير من القيادات، غير أنه حاز على مكانة خاصة كانت هي مفتاح التميز عن أقرانه واسلافه، أثبت جدارة وكفاءة غير عادية في رحلته العملية.

يعد من أوائل الشباب من خريجي كلية الشرطة الذين واصلوا دراستهم  واستكمال تأهيلهم العلمي في الكليات العسكرية العليا.

تعرفت عليه عن قرب في فترة التجنيد بعد الثانوية العامة، قبل أربعة عقود، عندما تم اختيار مجموعة من الطلاب لأداء الخدمة العسكرية في مطار صنعاء الدولي، كنت محظوظًا جدًا بقربي منه، كان حينها يعمل مديرًا لأمن المطار، وكان مثالًا للانضباط والحزم، مع تواضع وحسن خلق.

أختار في تلك الفترة أفضل الضباط في المطار، من الكفاءات الشابة والنزيهة للعمل معه، لأنه يدرك سلفا قيمة وحجم المكان الذي يديره، وكيف أنه مرفق مهم وواجهة بلد، وله أهمية أمنية وخصوصية مختلفة، انعكس ذلك في حسن التعامل مع المواطنين والسواح الأجانب، وخلق علاقات طيبة مع العاملين في المطار مدنيين وأمنيين.

نتذكر جيدًا كيف أن بداية الثمانينات كان العصر  الذهبي لازدهار السياحة والتنمية والأمن في البلد، وقد تقلد كثير من المناصب، ابرزها محافظ محافظة صعدة، ووزيرا للداخلية في فترة صعبة وحساسة 2012-2007، أدى دوره بكل اقتدار ومسؤولية، خلق علاقات طيبة مع المجتمع ومنظمات المجتمع المدني والاعلاميين، وشكل قنوات للتواصل مع الجهات الحكومية.

كنت بحكم موقعي بوزارة الخدمة المدنية أحضر بعض اجتماعات مجلس الوزراء، كانت تشدني رصانته وحكمته في التعبير عن آرائه ومواقفه، فقد جمع بين القائد العسكري الشجاع ورجاحة العقل والحكمة لشيخ القبيلة وأداء المسؤول الإداري المتميز، مدافع قوي عن حقوق الإنسان، ينظر للأمور ببعد وحكمة، يطرح الحلول لكل التحديات التي تواجه الوطن بشجاعة ووضوح، وقبل هذا وذاك إنسان شهم ومتواضع، يشعر بآلام واحلام شعبه واهله في داخل الوطن وخارجه.

تجلت مواقفه الشجاعة والواضحة خلال أحداث 2011، عند محاولة نشر الفوضى واقتحام مؤسسات الدولة ومنها وزارة الداخلية التي كان أحد منتسبيها الأوفياء، كان يعي جيدا أهمية الاستقرار والأمن، وقد دافع مع زملائه عن هذه المؤسسة ببسالة وإخلاص.

كان نعم القائد الحريص على مصلحة الوطن والدفاع عن ممتلكات الدولة وصيانتها.
عندما ترك موقعه الرسمي، ظل وفيًا لمبادئه ووطنه، رافضا كل اشكال الانقلاب على الدولة والحرب المدمرة، مناديا بالوئام والسلام وتحكيم العقل والمصلحة الوطنية العليا، والتعايش بين اليمنيين على قاعدة؛ المواطنة المتساوية والدولة المدنية الحديثة!.

كل الأمنيات للواء مطهر رشاد المصري بموفور الصحة وطول العمر، قامة وطنية شجاعة وقدوة طيبة، فنعم الرجل البار بوطنه والمخلص لمبادئ الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد.

تعليقات