11 فبراير وجدلية الثورة واللَّا ثورة ..!!
بعيداً عن العصبية الحزبية أو الطائفية أو أي عصبية كانت حول الاحتفال بذكرى الربيع العربي في اليمن في 11 فبراير على أن ذلك الحدث هو ثورة، أو غير ثورة، نستطيع القول أن ذلك الحدث كان ثورة وأن نقول إنه كان نكبة أو كارثة أو أي مصطلح يوازي ذلك!!
الثورة لها مفهومها المتعارف عليه لدى كل المفكرين والفلاسفة في العالم فأي فعل يحدث تغيير جذري إلى الأفضل في حياة الشعوب هو ثورة كما هي ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر التي غيرت حياة أبناء الشعب اليمني إلى الأفضل في كل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، لذلك كل أبناء الشعب اليمني في كل ربوع اليمن يحتفلون بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر بشكل ذاتي وبدون أن يكون هناك أي تنظيم سياسي يعمل على تبني إحياء تلك الذكرى، وهذا المفهوم للثورة يُمكن أن يسقط على مجموعة محددة أحدث هذا الفعل تغيير جذري في حياتهم.
من يقولون أن ما حدث في 11 فبراير ثورة نعم بالنسبة لهم هي ثورة لأنها حققت مصالحهم الخاصة والحزبية، واحدثت تغيير جذري في حياتهم الاقتصادية فقد حولتهم هذه الثورة إلى رجال أعمال مستثمرين في معظم دول العالم، ومكّنتهم من تقاسم الوطن إلى مقاطعات يتحكمون بأبناء الشعب اليمني فيها لتحقيق مصالحهم، وحولتهم إلى وزراء وسفراء وووو..الخ، فكيف يمكن أن يتم مناقشتهم وإقناعهم أن ما حدث لم يكن ثورة و أي نقاش معهم في هذا هو عبارة عن جدل عقيم، طبعاً هؤلاء الذين أحدثت ثورتهم تغيير جذري في حياتهم لا يشكلون ولا 1% من أبناء الشعب اليمني.
لكن بالنسبة للشعب اليمني أو 99% من أبناء الشعب ما حدث في 11 فبراير، ليست ثورة ويمكن أن نسميها نكبة أو كارثة، طامة كبرى حلت على اليمن أرضًا وانسانًا نعم لقد أحدث ذلك الحدث تغيير جذري في حياة الشعب اليمني لكنه تغيير سلبي، تغيير كارثي في كل المجالات.
نعم تغيير كارثي، حوّل اليمن من دولة حرة مستقلة إلى دولة تحت الوصاية الدولية، أي دولة محتلة من قبل الفرس والاعراب والغرب، احتلال فريد من نوعه متعدد الأطراف كل دولة تهيمن على جزء من اليمن، الثورات تقوم من أجل التحرر من الاحتلال كما هي ثورة 14 أكتوبر، وهذه الثورة تستدعي الاحتلال .!! أو ثورة ضد الكهنوت والطغيان كما هي ثورة 26 سبتمبر وهذه الثورة استدعت الكهنة والإمامة والطغيان لتكون شريكة لها في هذه الثورة وفي النهاية عادت الإمامة بحلة أقذر مما كانت!!، بمعنى أدق أنه كانت ثورة ضد ثورتي 26 سبتمبر، 14 أكتوبر .
تغيير قاد إلى تدهور اقتصادي أوصل الشعب اليمني إلى مستويات خطيرة من الفقر وحوَّل الشعب إلى متسول لغذائه واصبح يعيش في حالة مجاعة، لم يشهد مثلها منذ قيام ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر ، وكذلك الحال في كل المجالات.
بدايةً ذلك الحدث كان المطالبة بإيجاد فرص عمل لبضعة آلاف من خريجي الجامعات، فإذا به حول أكثر من مليون مواطن يمني كان لديهم فرص عمل إلى عاطلين عن العمل، ويحول أكثر من خمسة مليون مواطن مستقرين في مدنهم وقراهم إلى مشردين.
تغيير أدى إلى توقف كل أشكال التنمية في اليمن في كل المجالات، وحول اليمن إلى بلد غير قادر على بناء مدرسة، بينما قبله كان يتم بناء في كل يوم مدرسة، وكذلك الحال في كل المجالات، في الصحة والطرقات ووووو..الخ .
اخيراً نأمل أن يعود هؤلاء إلى رشدهم ويعترفون أنهم أخطأوا بحق اليمن ارض وانسان ، قبل أن لا يستطيعون أن يتوبوا عن خطئهم هذا.
11 فبراير 2024م