أحمد بن مبارك وضياع سنوات أخرى من عمر اليمن
كان اليمنيون يتوقعون أن دول التحالف وتحديدا المملكة العربية السعودية سوف تختار رئيس حكومة بحجم اليمن وحجم المرحلة المقبلة ، خاصة وأن المملكة تدير حوارا مع جماعة الحوثيين ، وتحتاج إلى حكومة قوية قادرة على إدارة المرحلة المقبلة ولديها قدرة على إدارة ملف الإعمار والمصالحة ، لكنها اختارت منقذا لا يستطيع العوم .
الصورة التي أدنى هذا المنشور ، توضح من هو أحمد بن مبارك ، إنه ذلك الممثل على خشبة مسرح ١١ فبراير ٢٠١١ ، الذي تعرى وكشف عن سوأته ، فهو رجل غير سوي ولا يربطه بالوطن أي رابط ، ومن يستمع لمكالمته مع الرئيس هادي التي سربها بن مبارك ذاته مقابل أن يحصل على موافقة الحوثيين في تعينه رئيسا للحكومة آنذاك ، يتضح له من أي طينة هو .
المتعارف عليه في عرف جميع الدول أن رئيس الحكومة الذي يتم اختياره لهذا المنصب ، يكون مجسدا للاحترام وملتزما بالقيم التي تمثل جوهر المسؤولية ، وأول هذه المبادئ الصدق وبن مبارك ليس له علاقة لا بالمبادئ ولا بالصدق .
ولست بحاجة إلى استعراض سيرة حياته الممتدة من الصورة أدنى هذا مرورا بإدارته لأمانة مؤتمر الحوار الوطني وتخريبه مع جمال بن عمر لتقارب اليمنيين وتنفيذهم للأجندة الأمريكية البريطانية ، وكذلك إدارته لوزارة الخارجية التي فشل فيها فشلا ذريعا ، ولا أبالغ إذا قلت ، إنه يتحمل كثيرا من مسؤولية الدم المراق في اليمن لتلاعبه كما قلت مع جمال بن عمر بمدخلات ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، وقد أوضح ذلك في مكالمته التي سربها .
أصبح اليمنيون في حيرة من أمرهم ، لماذا يتم اختيار مثل هذه الشخصية لإدارة أهم مؤسسة تنفيذية ، وهو غير متخصص في عالم السياسة ولا في صناعة القرار ولا في إدارة الدولة أو تنظيم شئون الشعب ، والجواب يقول ، إنه إمعان في مزيد من إهانة الشعب اليمني ، فلست أدري ماذا ستقول الأجيال القادمة حينما تقرأ أسماء من حكموا اليمن في هذه المرحلة ؟
نحن نتحدث عن حالة غير طبيعية وشاذة ، فجميع من في السلطة خانوا الأمانة وأصبحوا عناوين لقلة الوفاء ، وهذا في اعتقادي شيء طبيعي ، طالما الأحزاب السياسية ماتت وانتهت ، ماتت في ضمير الشارع الذي تستحوذ عليه المليشيات الآن ، وغاب الرجال الوطنيون وكأن تلك المخرجات من المتعلمين في الداخل والخارج ليس فيهم رجل واحد .!
تحتاج اليمن إلى عقلاء وحكماء مخلصين لهذا الشعب الذي تجاذبه التافهون والخونة ، يحتاج إلى من يمتلكون القدرة على إدارة زمام أمور البلاد ويعيدون تشكيل النظام السياسي بدماء جديدة وطنية خالية من الطائفية والعنصرية والمناطقية ، تأخذ على عاتقها إصلاح شئون البلاد والعباد للخروج من عبثية الصراع ومعبرة عن ضمير الشعب ، وفي اعتقادي أن المرحلة أصبحت حبلى وننتظر المخاض والولادة .