من قصيدة “شجرة الجنار”
الصورة:
علينا من الدينْ مالا يطيق الجنونُ على ردّه.
وعلينا نذورٌ تطاولُ أعتى الأغاني وأبهى النخيل.
وفينا من الصمت صمتٌ سيشعل كل جبال الثلوج.
ويبني بما سوف يبقى بنا منه: مأذنةً.. وأذانْ.
فلا تسألوا الماءً من أين جاء! ولا تسألوا الطين كيف أتى!
أسألونا عن الشجن المتأله في عرش أشلائنا:
هل سنبقيه في شفة الصمت، حتى انهيار جدار الجليد على الأرض أم هل سنلقيه في برق أول مرثيةٍ قد تحطُ على سمعنا؟
نحن نسأل من لا يجيبُ. فكونوا اختصارَ الجوابِ الذي يوقظُ الطين، من كهنوت الخطايا.
الظل:
كأن القصائدَ لم تُفْتتَحْ، بعدُ، والطينُ يهبط من عرش أسمائه والرمادُ يعود إلى بدئه، في مواقيد مُلْك الرماد.
كأن الذين أتوا، غادروا فجأةً، والذين انقضوا، نهضوا من قواقعهم، فجأة. ومضوا يقضمون البياض ويختلقون السواد.
كان الطبول تُزّف إلى عرسها في دويّ الطنين.
وما كان من قبلُ أوسمةً، صار أحذيةً
كل شيء – كما كان – في بدئه
قبل أن يصعد الحلمُ للحلم
والأرض تدخلُ مخفورةً في خطى الشهداء
كلُّ شيء كما كان مرتجلاً وجميلْ
النساءُ اللواتي توحمنّ أن تستطيل السماءُ قليلاً
فندخل من تحت أقواسها راكضين إلى اللانهايةِ في سرو أحلامنا.
ما يزلنّ يثّقبنّ بالنظرات جدار السماء
والرجال الذين أتوا من أقاصي الأماني وأدنى الشجون
ما يزالون يفترشون كهوف الظنون.
ويعدّون بين أصابعهم حشرجات الأسى والأنين
كل شيء، إلى الآن، مازال في ختمه
قبل أن ينشَب الطين في الطين
والماء يصعد محتفلاً باسمه
في حشود الجرارْ
( من قصيدة شجرة الجنار )
*الصورة: المتن
*الظل: الحاشية.