لأنِّي ولدتُ بقلبٍ جَريحِ
لأنِّي ولدتُ بقلبٍ جَريحِ
تكلَّمتُ في المَهدِ مثلَ المَسيحِ
تكلَّمتُ حَدَّ اتِّقادِ الكلامِ
على شَفَتي ولسانِي الفَصيحِ
وفَاوَضَني الشِّعرُ فِي كُلِّ جَدبٍ
فأَنشَأتُ سُحْبي وأَرسَلتُ رِيحِي
وعانَقَنِي البَرقُ حتَّى تَشَظَّيتُ
واستَبدَلَ اللَّهُ بالضَّوءِ رُوحِي!
—–
هناكَ
إلى حَيثُ: لا حَيثَ ..
سِرتُ
أَجرُّ احتِمالاتِيَ المُثبتَهْ
كمَن يحتَسي قمرًا
كانَ خَطوِي
يُحاوِلُ أَنْ يَحتَسي وجهتَهْ
ولكنَّني بالزمانِ اصطَدمْتُ؛
فأَلقَى على لَعنَتي لَعنتَهْ
وعِشرونَ مرَّت ..
وما زالَ (يُوسفُ) في البئرِ
مُنتظرًا إخوتَهْ!
—–
أنَا دَمعةٌ حَبسَتْها العُيونُ
ولَم تُعطِها فُرصَةً للأَلَمْ
أنَا آخِرُ الخارجِينَ منَ الليلِ
والليلُ في داخلي لَم يَنَمْ
أنا دَعوَةٌ أُرسِلَت للسَّماءِ
ولكِنْ بَريدُ السَّمَاوَاتِ لَم …
أنَا وَمضَةٌ
رُتِّلَت في ظَلامٍ عَميقٍ
أنَا (شَمعَةٌ في العَدَمْ)
—–
على بِركَةِ الضَّوءِ:
حَسُّونُ شِعرٍ
تُراوِدُهُ دَمعَةٌ راقِصَهْ
وفي الحَقلِ:
فَزَّاعَةٌ حِينَ تَغفُو
تُرَفرِفُ أَجنِحَةٌ شاخِصَهْ
وقربَ الحَديقَةِ:
يَضحَكُ طِفلٌ
ولكِنَّ ضِحكَتَهُ ناقِصَهْ
وفي قَلبِيَ الآنَ:
يَكبُرُ جُرحٌ
ويَنزِفُ أَشعارَهُ الخالِصَهْ
—–
يقُولونَ لِي:
لَنْ تَعيشَ طَويلًا
بمِثلِكَ لا تَستَطيلُ الحَيَاةْ
زَمانُكَ غَيرُ الزمانِ ..
وعُمْرُكَ أصغرُ من هذهِ الكَلِماتْ!
أَقولُ لَهُم:
تِلكَ حِكمَةُ رَبِّي ..
فهَل يُدرِكُ الطِّينُ مَعنى الرُّفاتْ؟!
مَتَى تَدفِنونِي اكتُبُوا فَوقَ قَبرِي:
لَقَد قَالَ ما لَم نَـقُـلْهُ .. ومَاتْ.