منبر حر لكل اليمنيين

النجم الشاب عادل عباس.. مكاشفات على هامش “عقد الرعاية”..!

37

شرطي المرور مشغول في حوار جانبي مع سائق سيارة دِيَنَّا.. يعلم الله أيش يقول له..!

ولذلك.. اسمحوا لي بأن أسجل مخالفة البداية الصادمة وأسأل.. كيف للنجم الشاب عادل عباس أو النجم الشاب عبدالرحمن الخضر وبقية من كانوا في منتخب الناشئين أن يلعبوا مستقبلاً مع منتخب الكبار بمجهود قوي، فيما عضلاتهم ليست بالقوة المطلوبة..؟

أقول هذا من منطلق فهمي بأن وراء إصابات اللاعبين اليمنيين تحديدًا، قِلَّة تمارين، وهزالة دوري محلي بحجم سندويتش بائس الجودة والقيمة..!

* في ضوء ما سبق أعجبني الشرط الذي وضعته شركة إعمار هاوس في عقد رعايتها للاعب عادل عباس، والمتمثل في أن يلتزم عادل بالمحافظة على مستواه داخل الملعب وخارجه.. ومعنى ذلك ألّا يكون عنده أي قابلية محتملة للارتباط بالكيف.. بلاش قات وأبوها السجائر وما فيش داعي حتى لسماع المتهور الذي قدم أغنية “حبيبتي هيا معي شهارة أعلِّمك القات والسجارة”.. والإضافة الأخيرة من عندي” لزوم الذي مِنُّه”.

هذه واحدة.. فما هي الثانية “التي عادها لما تكون” على رأي المطرب المرحوم محمد مرشد ناجي في معرض قوله “عندك خطأ ما قرأت البسملة”.

* معظم لاعبينا، وليس عادل عباس وحده، يحتاجون للإعداد الفيزيائي واكتشاف العضلات الرخوة وتقويتها حتى تتساوى جميع العضلات في درجات القوة.

وإذا كانت بنية اللاعب العربي متواضعة قياسًا باللاعب الأوروبي، فكيف هو الحال بلاعبينا في زمن ابن 66..

* اللاعب اليمني يبذل جهدًا خارقًا للتغلب على نقاط ضعفه عند الالتحام والتصادم، ما يؤدي لإصاباته مع أيّ احتكاك كروي مع المنافس.. على عكس اللاعبين الذين يتمتع تكوينهم الجسماني وإعدادهم البدني بالقوة بما يسهل تفادي الالتحام.. وهنا يحتاج طبيب إصابات الملاعب في أي نادٍ أو منتخب محترم إلى أخصائي علاج طبيعي ومدرب فيزيائي لتكتمل الجاهزية.

* ما سبق مجرد توطئة لا تلغي واجب الثناء على عقد الرعاية لكل لاعب يمني موهوب.. وكل موهوب عندنا تقريبًا يحتاج لرعاية رأس المال الوطني في ظل أوضاع معيشية صعبة، وهيئات رياضية كثيرة.. كلّها تدَّعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاكا.

* وبرافو شركة إعمار الراعية لنجم موهوب يحتاج للرعاية ضمن الدور الخدمي والاجتماعي لرأس المال المحترم.

الشركة أيضاً تبحث عن النجاح من بوابة نجوم كرة القدم.. وهنا لابد من سلامين مربَّعَين يشجعان كل من يمتلك الدافع والحافز لرفع شعار: نعم نستطيع.

* التحية الأولى لنادي التلال على بادرة الاستثمار في الاسم، والثانية للزميل الإعلامي بشير سنان، فارس الفكرة ونجم المبادرات الخلاَّقة.

نادي التلال ليس فقط الأقدم داخل كتاب التاريخ على مستوى أندية الجزيرة العربية والخليج فحسب، وإنما السباق في إعلان الاستثمار التجاري لألوانه، مراهنًا على جمهوره الواسع.. والنجم عادل عباس هو ابن العميد وهو من وقَّع عقد الرعاية، وهنا تكمن روعة أن يكون الجيل التلالي الجديد هو الامتداد الجميل لمن صنعوا أمجاد القلعة العدنية الحمراء.

ودائمًا..أوووووه يا تلال..!

* وكلا.. ليس من مبالغة في شيء الاحتفاء بتوقيع عقد رعاية مع لاعب مميز، لأننا في أوضاع يمكن أن تضيع موهبة نجم كبير في الزحمة.. وليس من بدائل، والجود في الموجود.. فضلاً عن الحقيقة الصادمة.. لا عقود احترافية ملايينية لنجوم الكرة اليمنية، ترفع من مستوياتهم، ترتقي بأحوالهم، وتُفرح جماهيرهم.

* ومن جديد.. احتفاؤنا بعقد رعاية لاعب هو احتفاء مبرر، لأنه ليس من رعاية للأندية ولا للاعبيها، وبقية عناصرها.

وتجارب احتراف لاعبينا متواضعة وغير عادلة، ولا تخلو من غمط حقوق وعبث بالأحلام.. وهذا ما ينطبق على عناصر أخرى في لعبة كرة القدم..!

* لا لجنة تحمي الحكام وتدافع عن حقوقهم، حتى إن حكمًا شابًا ونسميه عادة “قاضي الملعب” تعرّض للضرب والرفس من لاعبين ينتمون لنادي رئيس اتحاد كرة القدم في وسط الملعب، فتم الاكتفاء بكبش فداء واحد، وتجاهل بقية المعتدين.. ولا عزاء للمسحولين تحت أقدام الحاجة والمرض من قدامى اللاعبين.

* وحتى المدربين الذين شبع بعضهم انتظارًا لفرص التأهيل الأعلى، مثل المدرب المحترم علي العبيدي، خذلتهم متواليات المحسوبية والكذب ووعود صارت كبرق سحابة لم تمطر..!

* مواهب اليمن تحتاج للرعاية في كل شيء.. من الغذاء إلى الدواء، إلى الملعب المعشب الذي يقلل من حجم الإصابات، إلى التدريب العلمي الجيد، إلى المنافسات الكاشفة للأخطاء، وحتى الاستقرار المعيشي والنفسي.

* باختصار.. اللاعب اليمني الموهوب مشروع نجم كبير، لكنه يحتاج للرعاية، والرعاية تشتي مطر.. إلى آخر الحكاية الشعبية الشهيرة..!

* كاتب وناقد رياضي
لـ صحيفة_اليمني_الامريكي

تعليقات