إلى من افتقدوني وأتعبهم البحث عني والقلق
لكُلِّ ما لستُ أدري عنهُ غبتُ وبي
من لهفةِ البُعدِ ما لا أستطيعُ لهُ
وقد تعوّدتُ أن أحيا مُجازفةً
أنا الأخيرُ الذي لم يلقَ أوّلَهُ
أنا امتزاجُ التحايا بالحنينِ وقد
أطرتُ من خافقي المُشتاقِ بُلبُلَهُ
وكنتُمو لي كتاباً خطَّهُ أملٌ
كمِ استقامَ وجودي حينَ قبَّلَهُ
يا أخوتي في رغيفِ الأمسِ يا نَفَسَاً
يَجرُّني من سِياقي كي يُعدّلَهُ
ما غبتُ ،كانَ دمي المنسيُّ منتظراً
مجيئكم قبلَ أن أمضي وأخذلَهُ
ولم تكُنْ خطوتي في البالِ قادرةً
على وقوفِي وخوفي هزَّ أرجُلَهُ
كُنتم معي ملءَ قاموسي وأخيلتي
بيتَ القصيدِ الذي أدركتُ مَدخلَهُ
وصورةَ الوطنِ المفقودِ نقرأُهُ
على ملامحِنا كي لا نُعلِّلَهُ
كي لا يُقالَ تعِبنا نلتقي وبِنا
حزنٌ نَودُّ كثيراً أن نؤجِّلَهُ
وحينَ نضحكُ نبكي فالدموعُ لنا
نصُّ الخلودِ الذي ما كانَ أجملَهُ
عليكمُ الآنَ أن تتَقاسموا قلقي
فكم بِصُحبتِكُم شاهدتُ مَقتلَهُ
قدِ اختبأتُ لديكم حدَّ أنَّ دمي
بكُم -إذا نَقُصَ الوجدانُ – أكمَلَهُ
حدَّ التِفاتي إليكم كلّما عثرَ المعنى
لكثرةِ ما ياسينُ حمَّلَهُ
حدَّ التوجُّسِ منّي حينَ لا أحدٌ
غيري يُمارسُ يومياً تخَيُّلَهُ