على سطح منزلنا في القرية
على سطح منزلنا في القرية
أقف بعينين خائفتين وأصابع صغيرة ممسكة بنصف بسكويتة،
كانت سكين الجزار تلمع،
وكانت عين الكبش تلمع
وثوبي الصغير المبلول كان يلمع أيضاً..
***
علَّق الجزار رأس الكبش على الجدار ليشاهد لحمه وهو يتقطع
ويتقسم بين الأسر الثلاث..
تدفعني يد معروقة لأدوس على دائرة كبيرة من الدم،
تقول الأساطير إن دماء الأضحية تشفي تشققات القدم،
ويقول القرويون: الدوس على الدماء يقوي القلب..
سيكبر الأطفال قتلة،
ستكون أقدامهم ناعمة
وقلوبهم مليئة بالتشققات.
***
اليد المعروقة صفعتني حين بكيت من الخوف،
قالت لي: أنت ابن أمك..
كيف ستكون رجلاً وأنت تخاف من الدم؟
لا أريد أن أكون رجلاً.. لا أريد أن أكبر.
***
“قطر الحديد” كان عقابي،
أتجرعه كل يوم ليصبح قلبي أقسى..
جاء عيد الأضحى بعد عام،
جاء الجزار بسكينه اللامعة
وجاءت بي تلك اليد المعروقة لأشاهد الذبح..
كان رأس الكبش المعلق ينظر إليَّ
وأنا أتمنى أن أفقد قدميَّ كي لا أتحنى بالدم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابي “كبرتُ كثيراً يا أبي”.