بِفارغِ الصَّبرِ قَلبـي الآنَ مُمتَلِئُ
بِفارغِ الصَّبرِ قَلبـي الآنَ مُمتَلِئُ
غـدًا -أَو اليومَ لَيلًا- سوف يَنـفَقِـئُ
أَقُولُ هذا وأُمسِـي غَيرَ مُكتَرِثٍ
بِما سَيَنضَحُ قلبي حين يَجــتَرِئُ
وأَكتفِي بِانتِظاري، وهو يَسأَلُني:
متى سَيَنهارُ هذا الحائِطُ الصَّدِئُ؟!
بِفارِغِ الصَّبرِ أَحيَا، لا عَلاقةَ لي
بِمَن مِن المَوتِ ناحُوا، أو بِهِ هَزِئُوا
أَسِيرُ في كُلِّ يَومٍ صَوبَ هاوِيَةٍ
وأنتَهِـي كُلَّ يَومٍ حَيثُ أبتَـدِئُ
أُطِلُّ مِن شُرُفاتِ الغَيبِ.. مُرتَقِبًا
نُبُـوءَةً.. أَو كِتـابًا مِنـهُ أَكتَـلِئُ
يُجيبُني مالِكُ بنُ الرَّيبِ: يا وَلَدِي
ما عادَ لِلـمُتَنَبِّـي ما سَيَنــتَبِئُ
*****
بفارغ الصَّبرِ قلبي الآنَ يُرغِمُني
على الخُرُوجِ.. وإِلَّا سَوف يَهـتَرِئُ
بفارغِ الصَّمتِ أَنجُـو مِن تَشاؤُمِهِ
وأَدَّعِــي أَنَّ أَهلَ اللهِ ما فَـتِئُـوا
وأَدَّعِي أَنَّ شَيئًا كُنتُ فاقِـدَهُ
سَيَقلِبُ الأَرضَ عني حين أَنكَفِـئُ
وأَدَّعِي أَنَّ حَـظَّا كان يَهجُرُنِي
ما زال يَطرُقُ بابي، ثم يَختَبِئُ
كم مَرَّةً قُلتُ هذا وانكَسَرتُ به
وشِلتُ أَعباءَ مَن لو طُحتُ ما عَبِئُوا؟!
كُلُّ الذين فُؤادي كان شَارِعَـهُم،
في البَرزَخِ الآنَ، لا ماتُوا، ولا بَرِئُوا
وكُلُّ بَيتٍ رَمَى بي صِرتُ أَحمِلُهُ
قَصيدةً.. فإلى مَن سَوف أَلتَجِئُ!
والأَصدِقاءُ.. بِكَفِّي يَشرَبُونَ دَمِي
وكُلَّما قُلتُ: إِنِّي ظامِئٌ.. ظَمِئُوا
قالُوا انطَفِئ وأَرِحنا مِنكَ، قُلتُ لهم:
إذا الظلامُ عَدُوِّي.. كيف أَنطَفِئُ!
لأننــي يا بِلادي لسـتُ مُتكِـئًا
إلَّا عَلَـيكِ.. عليَّ الآنَ أَتَّكِئُ