منبر حر لكل اليمنيين

لماذا فقد اليمنيون قدرتهم على التغيير؟

44

من ينظر إلى الواقع اليمني السيء والمزري يهيئ له وكأن اليمنيين يتوالدون ويتكاثرون خارج مبنى العالم الذي يفترض أن يكون اليمنيون جزءا منه ، بل جزءا مؤثرا في مجرى تطوره ، مثلما كان آباؤهم وأجدادهم الذين أسهموا في بناء الحضارة الإنسانية .

وبدلا من أن يكون لليمنيين دور في تعزيز مصيرهم وتغيير واقعهم ، إذا بهم يغرقون في تبعيتهم للخارج ويسكتون عن قضايا تمس وجودهم وهويتهم ومصير أجيال بكاملها ، بل يعلقون مصيرهم ويرمون به على غيرهم من الدول ذات المصالح المنافية للمصلحة اليمنية ، فغرقوا في مستنقع الخذلان والهزيمة التي تنخر عميقا في مقومات هويتهم ووطنهم الذي سلموه للغرباء .

ولست بحاجة للقول ، إنه لم يتغير شيء في جوهر الحالة الوطنية منذ تحالفت الأحزاب السياسية مع المحتل تحت لافتة دعم الشرعية وكذلك منذ تحالفت القبيلة مع السلالية وتكالبت على الوطن والوجود اليمني ، جميعهم رسخوا وراكموا مقومات النفسية المهزومة .

استخدموا سلاح الدمار الشامل من خلال تشديد وطأة الهزيمة وتراكمها نفسيا وجغرافيا واقتصاديا ، حتى أصبح الفقر والركض وراء رغيف الخبز هو الأداة المستخدمة ضد المواطن المقهور والمقموع والمسلوب من أدنى مقومات الحرية الشخصية والإنسانية .

مضت عشر سنوات ومازال اليمنيون ينتظرون الفرج والانعتاق الغائب ، ومن انتظار إلى انتظار ومن حصار خارجي إلى حصار داخلي ومن هزيمة إلى أخرى ، ومع ذلك مازال الشعب اليمني يعلق مصيره وآماله على محتل يتلاعب فيه وسلالة تغرس مخالب الجهل في عقله .

وما كان ليتم هذا لولا أولئك الإعلاميون الذين تقوم مهمتهم على التبرير للجرائم والانتفاع من الدم اليمني المسفوح ، وما كان ذلك لينجح لولا وجود الأمم المتحدة التي توفر لهم الغطاء القانوني وتشرعن لهم قتل الشعب اليمني منذ عام ٢٠١١ وحتى يومنا هذا .

يتعاملون مع اليمنيين وكأنهم طعاما رخيصا لأفواه المدافع والطائرات والصواريخ ، وكمطايا بهيمية لقادة الميليشيات وآل سعود وعيال زايد ، يختزلون موت الشعب ببطولات مزعومة لهذا الطرف أو ذاك ، والنتيجة المأساوية والكارثية هو ما نراه اليوم من خذلان ممن يحسبون أنفسهم على هذا الوطن الحر وهم يرون الدولة تتلاشى من بين أيديهم كل يوم ولا يتحركون !.

تعليقات