لماذا فقد اليمنيون قدرتهم على التغيير؟
من ينظر إلى الواقع اليمني السيء والمزري يهيئ له وكأن اليمنيين يتوالدون ويتكاثرون خارج مبنى العالم الذي يفترض أن يكون اليمنيون جزءا منه ، بل جزءا مؤثرا في مجرى تطوره ، مثلما كان آباؤهم وأجدادهم الذين أسهموا في بناء الحضارة الإنسانية .
وبدلا من أن يكون لليمنيين دور في تعزيز مصيرهم وتغيير واقعهم ، إذا بهم يغرقون في تبعيتهم للخارج ويسكتون عن قضايا تمس وجودهم وهويتهم ومصير أجيال بكاملها ، بل يعلقون مصيرهم ويرمون به على غيرهم من الدول ذات المصالح المنافية للمصلحة اليمنية ، فغرقوا في مستنقع الخذلان والهزيمة التي تنخر عميقا في مقومات هويتهم ووطنهم الذي سلموه للغرباء .
ولست بحاجة للقول ، إنه لم يتغير شيء في جوهر الحالة الوطنية منذ تحالفت الأحزاب السياسية مع المحتل تحت لافتة دعم الشرعية وكذلك منذ تحالفت القبيلة مع السلالية وتكالبت على الوطن والوجود اليمني ، جميعهم رسخوا وراكموا مقومات النفسية المهزومة .
استخدموا سلاح الدمار الشامل من خلال تشديد وطأة الهزيمة وتراكمها نفسيا وجغرافيا واقتصاديا ، حتى أصبح الفقر والركض وراء رغيف الخبز هو الأداة المستخدمة ضد المواطن المقهور والمقموع والمسلوب من أدنى مقومات الحرية الشخصية والإنسانية .
مضت عشر سنوات ومازال اليمنيون ينتظرون الفرج والانعتاق الغائب ، ومن انتظار إلى انتظار ومن حصار خارجي إلى حصار داخلي ومن هزيمة إلى أخرى ، ومع ذلك مازال الشعب اليمني يعلق مصيره وآماله على محتل يتلاعب فيه وسلالة تغرس مخالب الجهل في عقله .
وما كان ليتم هذا لولا أولئك الإعلاميون الذين تقوم مهمتهم على التبرير للجرائم والانتفاع من الدم اليمني المسفوح ، وما كان ذلك لينجح لولا وجود الأمم المتحدة التي توفر لهم الغطاء القانوني وتشرعن لهم قتل الشعب اليمني منذ عام ٢٠١١ وحتى يومنا هذا .
يتعاملون مع اليمنيين وكأنهم طعاما رخيصا لأفواه المدافع والطائرات والصواريخ ، وكمطايا بهيمية لقادة الميليشيات وآل سعود وعيال زايد ، يختزلون موت الشعب ببطولات مزعومة لهذا الطرف أو ذاك ، والنتيجة المأساوية والكارثية هو ما نراه اليوم من خذلان ممن يحسبون أنفسهم على هذا الوطن الحر وهم يرون الدولة تتلاشى من بين أيديهم كل يوم ولا يتحركون !.