منبر حر لكل اليمنيين

صورتي في مرايا الجميلات

38

.مر عمرٌ كلمحِ البصرْ
الملامحُ ألقتْ رداءَ براءتها
وكساها الشحوبُ
والقلوبُ التي كانتِ الأمس عامرةً بالمحبةِ ناصعةً كالضحى شوهتها الثقوبُ
والأماني التي سرقتْ فرسَ الحلمِ
من سرجهِ
سقطتْ دون صهوتهِ خلسةً
في زحام الردى وطوتها الحروبُ
وأنا أنظرُ الآن في صورتي
أتفرسُ وجهي
الذي كانَ
هذا أنا؟
ربما…….
لست أعرفني
بعد أن كنتُ أرشفُ كأس السكينةِ مبتسماً
لا حروبٌ ولا فزعٌ
يتمرأى بأحداقي الشاردةْ
ما الذي طمستهُ على وجهي السنواتُ الكئيبةُ من فرحٍ واشتهاءٍ
فغادرتني وأنا المتدثرُ بالصبواتِ
المسافرُ خلفَ قطارِ اليقينِ
تنامُ على راحتيّ القرى
والمراعي التي سرَّحتْ حسنها ملء عينيّ
تأتي لتأخذها الشمس من يدها
كل صبحٍ إلى خضرةٍ لا تزولُ
وأنا أذرعُ الأرضَ مثلَ حصانٍ طليقٍ
وأرسمُ بالأمنياتِ بلادي/غدي
وأُشكِّلُ من لمعانِ النجومِ
اختلاجات روحي
أُدوزنُ بالكلماتِ كمانَ المدى
وأجوبُ الحدائقَ
أُصغي لهمسِ الزهورِ وقهقهةِ الشجرِ المتفتقِ
إن داعبتهُ رياحٌ ربيعيةٌ
أو أتاهُ على غفلةٍ
كي يزور المطر.
عاشقاً كنتُ تُعجبني
صورتي في مرايا الجميلاتِ
من أتحاشى
على بابِ حارتنا
ضحكاتِ تهامسهنَ
إذا ما مررتُ
وقدْ تركَ الرملُ أجملَ لوحاتهِ
في جبيني
وخطَ روائعهُ في الثيابْ
كنتُ أجملَ في عين أمي/ أبي/
والذين يقولون إني أسابقَ عمري وأسبقهُ
لستُ أدري إلى جنةٍ
أم إلى الهاوية؟.

تعليقات