في الذكرى الثالثة عشرة.. التداعيات الكارثية لجريمة استهداف كبار قيادات الدولة اليمنية بتفجير مسجد الرئاسة
يحيي اليمنيون في أول جمعة من رجب الحرام، ذكرى دخول اليمنيين إلى الإسلام، لكن أحداثاً ومتغيرات لم تحترم وتراع حرمة شهر رجب، وخصوصاً في أول جمعة منه، ففي العام 2011م، الذي كان يصادف 1 رجب 1432هـ، ارتكب شركاء الانقلاب المشاركون في ما يسمى بـ”الربيع العربي” جريمة استهداف مسجد النهدين بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء، راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى.
في 7 رجب 1445هـ، الموافق 19 يناير 2024م، يحيي اليمنيون الذكرى الثالثة عشرة لجريمة استهداف كبار قيادات الدولة وعلى رأسهم الرئيس علي عبدالله صالح، أثناء أدائهم لصلاة الجمعة في مسجد النهدين بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء، وبعد حادثة الاستهداف هلل الانقلابيون والفوضويون بالتكبيرات فرحاً بنجاح استهداف الدولة، منهم المئات من المغرر بهم الذين لم يدركوا حجم المؤامرة التي كانت تُحاك ضد اليمن.
من خلال تلك الجريمة اتضح أنها كانت بداية المؤامرة التي رُسمت مخططاتها وأهدافها، والتي لم تكن محصورة ضد الرئيس علي عبدالله صالح ونظامه، بل كانت ضد دولة بأكملها، بجيشها وأمنها، بشبابها ورجالها ونسائها، بمنجزاتها وقدراتها، بتطورها وازدهارها، بكل شيء تحقق لليمن أرضاً وشعباً.
رغم المبادرات التي كان يطلقها الرئيس علي عبدالله صالح، إلا أن شركاء انقلاب 2011م، أصروا على مواصلة فوضويتهم وتدميرهم للوطن، وما إن وصلوا إلى سدة الحكم، حتى أقصوا أعداداً كبيرة من الموظفين، وهيكلوا الجيش والأمن، وسخروا كل شيء وفق أهدافهم التدميرية ونشاطاتهم الإرهابية، وهو ما مكن الحوثيين من الوصول إلى صنعاء والسيطرة عليها في العام 2014م.
حاول الزعيم الصالح تجنيب البلاد ويلات الحروب والصراعات، ونقل السلطة سلمياً إلى الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، إلا أن الأخير خضع للجماعة الانقلابية التي خرجت من ساحات الخراب ضد الدولة، بالإضافة إلى أن الزعيم الصالح بذل جهداً كبيراً من أجل اليمن وسلك طريق الحرية والتغيير السلمي، وحذر من أعمال الفوضى وما قد يحدث إذا أستمر الحكم آنذاك بتلك العملية الإقصائية والهيكيلة وأكد أن ذلك قد يضر اليمن بشكل كبير.
بعد حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة بساعات، وجه الرئيس صالح خطاباً قصيراً لا يتجاوز ثلاث دقائق، طمأن خلاله الشعب اليمني وفند مزاعم الإخوان وأحزاب اللقاء المشترك بمقتله، وحث منتسبي الجيش وقوات الأمن بالتحلي بالثبات والصبر، كما حث أبناء الشعب اليمني على مزيد من الصبر وأن لا ينجروا وراء أي دعوات فوضوية، وأن لا ينخدعوا بالمغريات مهما كانت.
أحداث تلو أحداث مرت بها اليمن، بدءًا من انقلاب أحزاب اللقاء المشترك، وحتى وقتنا الحاضر في العام 2024م، واليمن تمر بمراحل من الصراعات والاقتتال نتيجة السياسات الخاطئة وإدارة البلاد وفق عقائد دخيلة على الدستور والقانون، وكلها أكدت ما كان يحذر منه الرئيس علي عبدالله صالح، وأدرك الشعب اليمني متأخراً مدى إخلاص الزعيم الشهيد للوطن أرضاً وشعباً، وبينت المخلص والوفي والنزيه لهذا الوطن، بالمقابل بينت حكام الوقت الراهن بأنهم تجار حروب يبحثون عن مصالحهم فقط وليس من أجل الوطن والشعب.