منبر حر لكل اليمنيين

أين جباري والجبواني والميسري وكتلة العيسي وحميد الأحمر وعلي ناصر محمد ؟

36

من المعيب أن تمضي عشر سنوات على الحرب في اليمن ولم تتشكل كتلة وطنية تمتلك رؤية تجبر أطراف الصراع على وقف الحرب وإحلال السلام ، فبدلا من أن ينتظر اليمنيون دعوات الواسطة من الأمم المتحدة أو من غيرها ، لماذا لا تأتي مثل هذه الدعوة من اليمنيين أنفسهم ؟

من منا لا يتذكر بيان الأستاذ عبد العزيز جباري وصالح الجبواني والميسري، ثم بعد ذلك بيان جباري والدكتور أحمد بن دغر وبعد ذلك وقبله اللقاءات التي أجراها الشيخ أحمد العيسي مع الشيخ حميد الأحمر، ثم لقاءات العيسي والرئيس علي ناصر محمد، لا أشك أن أحدا نسي كل ذلك ، لكن أصحابها يبدو أنهم لا يستطيعون التحرك إلا من خلال السلطة ، مع العلم بأنهم سيتحولون إلى سلطة إذا ما تجرؤا على اتخاذ القرار ، لما يملكونه من قاعدة شعبية ستلتف حولهم إذا ما اتخذوا القرار .

لقد وصل عبث الحوثيين والشرعية إلى السعي علنا إلى تقويض الدولة ومؤسساتها ، وأصبح البلد يعاني من ثنائية قاتلة ، حكومة في صنعاء وحكومة في المنفى وكلتاهما مسلوبتا القرار ، ومجلس نواب في صنعاء ومجلس نواب في المنفى وكلاهما مجرد أداة لتحقيق مصالح غير وطنية، وأحزاب سياسية نصفها في الداخل والنصف الآخر في الخارج وجميعها رهنت الوطن مقابل مصالح قياداتها .

لا ندري إلى ماذا تستند كتلة واسعة من اليمنيين الذين يرون وطنهم يمزق بين المصالح الإيرانية والمصالح السعودية الإماراتية ، وماهي دوافع الاطمئنان التي تجعلهم يمارسون حياتهم بصمت وكأنهم ابتلعوا ألسنتهم ، أو كأنهم غير قادرين على إدارة العمل الجماعي ، وكأن الحوثيين والشرعية هما أقصى ما لدى اليمن من القيادات القادرة على جمع الناس وقيادتهم ، حتى لو كانت تلك القيادة خاطئة .

نحن نتكلم عن الملايين من اليمنيين ، المهنيون والمتعلمون وأصحاب الكفاءات والمثقفون ، أين دور هؤلاء وهم يرون أن التماسك الاجتماعي الذي كان سببا في تماسك اليمن يسير إلى زوال، فما حاجتنا إلى ادعاء الوطنية، فيما الوطن مدفوع نحو الموت ، ويتعرض الشعب لتبدل سكاني واجتماعي وثقافي خطير يصب في صالح الثنائية السلالية والمناطقية ونفي الدولة .

لا يمكن البناء على الأصوات الفردية في تحقيق المشروع الوطني ولا يمكن إعفاء من هم خارج سلطة الحوثي والشرعية من العمل الجماعي لمواجهة الاستنزاف المستمر لثروات البلد وتآكل الطبقة الوسطى، فما زالت هناك نقاط قوة تسمح بتشكيل كتلة وطنية تواجه هذا العداء للدولة والشعب، بدون ذلك، فإن القادم لن يكون هناك يمن ، وسنكون قد كتبنا على أنفسنا بالتيه داخل الوطن الممزق وخارجه !.

تعليقات