منبر حر لكل اليمنيين

على ظهرِ الأرضِ، جميعُ حياتِكَ

32

على ظهرِ الأرضِ، جميعُ حياتِكَ، سبعةُ أيامٍ،
واليومُ الثامنُ مِن أيامِ الآخرةِ، وأنتَ وحظُّكَ،
أنتَ وحظُّكَ، فالأبديةُ، للناسِ جميعًا، مُشتاقَةْ.

على ظهرِ الأرضِ، حياتُكَ سبعةُ أيامٍ،
مُتَفَاوِتَةُ الأحَوالِ، وما كُلُّ حياةٍ شَاقَّةْ،
فَتَخَيَّلْ كُلَّ حياتِكَ، كيف تكونُ مُرَاقَةْ.

في اليومِ الأوَّلِ:
لا شيءَ يُحيطُ بِكَ سوى الفَاقَةْ.

في اليومِ الثَّاني: تخرجُ مِن بيتِكَ،
تتوفَّرُ بعضُ ضروريَّاتِ العيشِ لديكَ،
وهذي العيشةُ للحِرمانِ وللكُربةِ مُنساقَةْ.

في اليوم الثالثِ: يمرضُ طفلُكَ أو زوجتُكَ،
ووضعُكَ “مِن حَقِّ الجِنِّ” كما يحكي القولُ الشَّعبيُّ،
فتخنقُكَ العَبرَةُ: ربِّ لكَ الحمدُ كثيرًا ولكَ الشكرُ كثيرًا،
لا طاقةَ لي بسماعِ أنينِ صغيري المحمُومِ، طَوَالَ الليلةِ،
لا طاقةَ لي بالنَّظَرِ إلى امرأتي وهي بصمتٍ تبكي، تتألَّمُ،
لا طاقةَ لي بشراءِ دواءٍ، في ظِلِّ الفقرِ المُدقِعِ.. لا طاقَةْ.

في اليومِ الرابعِ: يُفرِجُهَا ربُّكَ، بطريقتِهِ الخَاصَّةِ يُفرِجُهَا،
تفرَحُ، تتفاءلُ خيرًا فيما سيجيءُ، ونفسُكَ تَوَّاقَةْ.

في اليومِ الخامسِ: ينفدُ خَزَّانُ الماءِ تمامًا،
رَبِّ: الماءُ حياةٌ، كيفَ نعيشُ بلا ماءٍ!!
لا طاقةَ لي بِمُواردةِ الماءِ مِنَ الوادي،
لا طاقةَ لي بِمُزاحمةِ الناسِ أمامَ البئرِ،
ولا طاقةَ لي بِمُجاراةِ الفوضى الخَلاَّقَةْ.

في اليومِ السادسِ: يسقِيكَ برحمتِهِ الغيثَ،
ومِن سطحِ المنزلِ، ماءً عذبًا يمتلئُ الخَزَّانُ،
ويذهبُ عنكَ الظَّمأُ، وتذهبُ عنكَ الأحزانُ،
وطَاقَتُكَ النَّفسِيَّةُ تَتَجَدَّدُ.. تشعرُ بالرَّاحةِ،
طَاقَتُكَ الرُّوحيَّةُ تَتَجَدَّدُ.. يُشرِقُ قلبُكَ،
طَاقَتُكَ البدنيَّةُ تَتَجَدَّدُ.. يُشرِقُ وجهُكَ،
ما أجملَ فيكَ الكونَ وما أجملَ إشرَاقَهْ!!.

في اليومِ السابعِ: فيما أنتَ تُتابعُ أخبارَ العالمِ،
تسمع صوتًا، في الصَّالَةِ، يُفزِعُ أهلَ البيتِ،
فتنهضُ فَزِعًا: لُطفكَ -يا ربِّي- لُطفكَ.
خيرًا -يا أهلي- خيرًا، للَّهِ الحمدُ،
انفَجَرَت بَطَّارِيَةُ الطَّاقَةْ.

في الظُّلمةِ أصبحتُ
وأمسيتُ كذلكَ،
لا طاقَةَ لي،
لا طاقَةْ.

تعليقات