خيارات شرعب بين خيار تغليب صوت العقل وارساء السلم الاجتماعي او خيار الانتحار غرقا في المستنقع الدامي
عبدالله فرحان
خيارات شرعب بين خيار تغليب صوت العقل وارساء السلم الاجتماعي او خيار الانتحار غرقا في المستنقع الدامي . !!
عبدالله فرحان
فكما كان شرعب وابناء شرعب في العام 1979 امام اختبار صعب ومصيري لاختيار قرار السلم او قرار الاقتتال البيني لخوض حرب دولية واقليمية بالوكالة عن فرقاء الصراع القطب الاشتراكي روسيا واليمن الجنوبي والقطب الراسمالي أمريكا والسعودية .وللاسف كانت شرعب حينها تعيش عنفوان مراهقة الفتوه السياسية وفرد العضلات فاختارت الاقتتال تحت تاثير شطحات الثورة الحمراء ونزقها الهادر ليقابلها الغلو الجهادي لتيار الاسلام الجهادي الحديث النشئ حينها فتحولت شرعب سهلها والجبل الى ساحة حروب وانهار من دماء ومستنفع تتساقط فيه جثث واشلاء فعم الخراب كل بيت ودار ويستمر القتل والتشريد والنزوح لسنوات طوال دون ان تسكت اصوات مدافعها عند سكوتها في كافة جبهات رفيقتها في الاختيار في المناطق الوسطى عقب ابرام الصفقات والتسويات في العام 1981 بينما شرعب تستمر فيها ويلات الصراع وتاخذ طابعا انتقاميا عنوانه الثأر العشائري حتى العام 1984 اي بفارق سنوات ثلاث عن غيرها وليس ذلك وحسب بل ظلت تبعات ذاك الصراع قائمة حتى عهد قريب …ومازلنا نجني ثمار بارودها حتى يومنا هذا …
وهاهي شرعب اليوم توضع على محك الاختبار مرة اخرى .. ولكنها لم تنسى الألم وانين الجراح وهي تقف اليوم على مفترق طرق الحرب او السلام ..وبدون شك فان دروس ثمانينات القرن الماضي كانت قاسية ومؤلمة جدا ولذلك ظلت تحفر في الذاكرة حتى اصبحت بوصلة لتحديد مسار الاختيار .. فمنذ العام 2011 اختار ابناء شرعب ومعهم قياداتهم الحزبية والاجتماعية والحكومية اختيار السلام والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي وعدم السماح لتصدير الصراع عسكريا الى اوساط المنطقة فلكل فريق ساحته واصطفافه ويظل الجميع ابناء شرعب اخوة في مناطقهم .. وليتكرر الحال نفسه حيال حروب وصراع واقتتال فرقاء السياسة وحروب الوكالة على طريقة حروب العام 1979 نفسه مع تغيير في بعض المسميات انقلاب وشرعية وايران والسعودية فبفضل من الله وبجهود من العقلاء صمدت تحصينات شرعب الوقائية طيلة 3 اعوام ونصف بعيدة عن الصراع والاقتتال وبالرغم من المحاولات الحثيثة لجرها الى مربع النار والبارود الا ان تحصيناتها الدفاعية المتسلحة بالتعقل وروح المسؤلية لم تنهار او تستسلم بل وتزداد قوة ومتانة … فمنذ اسبوعين تقريبا والمشاورات جارية ليل نهار فيما بين كافة اطياف المديرية والفرقاء جميعا المتواجدين داخلها وخارجها سواء في مناطق واصطفاف الشرعية او مناطق الانقلاب ومنهم داخل اليمن وخارج اليمن .. فالجميع ضمن غرفة عمليات للتواصل والمشاورات للبحث عن حلول ومخارج حيال الاحداث المستجده في اطراف المنطقة وبالتحديد عند سوق الحرية ..والتي انتهت اليوم بتوافق العقلاء لتفويض مدير امن مديرية شرعب الرونة لتكليف احد مساعديه لادارة قسم شرطة الحرية مع استمرار لجان الوساطة والتهدئة ولجان التحكيم لاستكمال مهامهم لانهاء الصراع والاقتتال في المنطقة بعيدا عن تدخل الحملات الحوثية وغيرها لتبقى ادارة امن المديرية ومعها ومساندا لها ولمهامها كافة مشائخ وعقلاء المديرية كمرجع اساسي لبسط سلطات الامن واقناع الحملة العسكرية بالانسحاب والتي هي ايضا كانت اكثر تفهما وتعقلا في الاستجابة للاجماع الوطني لابناء المنطقة والتي من المتوقع انسحابها يوم الغد او بعد الغد حتى لا تكون مبررا لضربات جوية او توليد لقوى مضاده تزج بالمنطقة في حروب لن تكون نهاياتها كغيرها من المناطق الاخرى على امتداد اليمن ككل … فشكرا عقلاء شرعب وشكرا مدير الامن وشكرا للوسطاء وشكرا لكل من يساهم في صنع السلام ونامل لصوت العقل ان لا يختفي وان لايستجيب لمطالب العدول عن السلام وحماية المنطقة من الصراعات …ولكم في غيركم من مناطق الصراع عبرة وعضه ولتظل شرعب خالية من ثكنات ومعسكرات الصراع ..