الحوثي ابن أمريكا العاق
تعتبر الحوثية من أخطر التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار البحر الأحمر ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. فقد أدخلت الحوثية اليمن في دوامة وفوضى واقتتال وصراعات عديدة، ومرحلة صعبة من التعقيد والتوتر منذ انقلابها على الدولة بقوة السلاح في سبتمبر 2014م.
الحوثية، جماعة مسلحة مؤدلجة، تتبنى فكرة الاثني عشرية الإيرانية، وتسعى لتحقيق أهدافها السياسية والدينية عبر استخدام العنف والقتل وبث الأفكار السلالية والعنصرية وقد ساعدها الامريكان بشكل كبير من عام 2009م و ما بعدها و بحسب اتفاق ما بين المخابرات الامريكية و الايرانية لمواجهة تنظيم القاعدة و مخرجات جامعة الايمان على وجهة الخصوص ورغم هجوم الامريكان و انتهاك السيادة اليمنية ما زال بينهما مصالح برعاية ايرانية.
ومنذ انقلابها على الحكومة الشرعية في اليمن و بمساندة سياسية أمريكية، قامت الحوثية بتنفيذ أعمال إرهابية عديدة في المنطقة، وفي كل المحافظات وبعلم من أمريكا و برعاية سياسية، و أحيانًا أمنية و دبلوماسية-و لا مجال اليوم لحصرها في مقال- ولكن هنا نحدد الهجمات الحوثية على السفن التجارية والنفطية في البحر الأحمر. فقد أعطت أمريكا للحوثيين مساحة من النصر السياسي و بشكل محدود من خلال عمليات تم تحديدها وإشعار الجانب الإيراني، ولو كانت أمريكا جادة لكانت أخذت استهداف الحوثيين للمدنيين والمنشآت الحكومية والعسكرية في اليمن وخارجها، وعملت منذ أول يوم على دعم الشرعية و المقاومة الوطنية، و لكنها تريد في الأساس تأديب ايران.
و تعلم أمريكا جيدًا أن الحوثية تتميز بالتعقيد والمرونة في استراتيجيتها العسكرية والسياسية، وأن الحل الوحيد للتخلص من هذه العصابة الحوثية الإيرانية بيد الشعب اليمني، والذي يرفض الامريكان التخلص النهائي منهم و لولا الأمريكان ما استطاعت الحوثية أن تحقق تقدمًا كبيرًا في اليمن، وتسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء، مستغلة الفراغ الأمني الذي تسببت فيه الفوضى السياسية والاضطرابات الاجتماعية في اليمن لتعزيز نفوذها وتقوية مواقعها، والسيطرة على مفاصل الدولة والعبث بمقدراتها ونهبها والذي تم بمساعدة الاذرع الامريكية في اليمن و المنطقة.
من الواضح، أن سلوك الحوثية الإرهابي في البحر الأحمر يشكّل تهديدًا خطيرًا للملاحة البحرية والتجارة العالمية، وفق مخطط يهدف للسيطرة الأمريكية على باب المندب و البحر الأحمر و بمساعدة إيران و أذرعها لتحقيق هذا الهدف وهذا دفع بالرئيس بايدن لتوجيه رسالة الى ايران اليوم والذي وصفهم بالإرهابيين وهو من رفعهم سابقا من قوائم التنظيمات الارهابية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سلوك الحوثية الإرهابي يعرقل الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى إنهاء الصراع في اليمن، وإعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة، وبعلم أمريكا. فقد أعلن المبعوث الأممي الخاص هانز غروندبرغ عن إجراءات تمهد الطريق نحو عملية سياسية لحل الأزمة في اليمن، ولكن الحوثية تعارض هذه الجهود وتحاول تقويضها بكل الوسائل الممكنة وإعادتها إلى نقطة الصفر، و الصمت الأمريكي أصبح مريب إلى أن جاءت أحداث البحر الأحمر لتتكشف الأمور .
من الواضح، أن الحوثية لا ترغب في حل سياسي شامل وعادل في اليمن، ولا تريد لليمن الاستقرار والسلام، بل تستخدم العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها السياسية والدينية و المرتبطة بأطماع إيران التوسعية. وبالتالي، يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات حازمة لمواجهة سلوك الحوثية الإرهابي في البحر الأحمر ،والحد من تهديدها لأمن واستقرار المنطقة، وذلك من خلال دعم الشرعية اليمنية و الدول المطلة على البحر الاحمر سياسيًا وعسكريا و بشكل واضح و صريح و عدم الضغط على المقاومة الوطنية بإيقاف العمليات العسكرية ضد الحوثيين.
كما يتوجب على الدول الإقليمية والدول الكبرى العمل معًا لمكافحة الحوثية، وتقديم الدعم اللازم للشعب اليمني للتخلص من هذا التنظيم الإرهابي، وإعادة الاستقرار إلى اليمن والمنطقة بشكل عام.