منبر حر لكل اليمنيين

هل الولايات المتحدة جادة في حربها على الحوثي؟

30

يعرف النزاع الحالي في اليمن بأنه حرب بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران. عدد من الدول تدخلت في هذا النزاع ، بما في ذلك الولايات المتحدة والتي تعتبر من أهم الداعمين الدوليين للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وتقدم الدعم العسكري والإنساني لليمن. ومع ذلك ، فإن مدى جدية الولايات المتحدة في الحرب ضد الحوثيين يمكن أن يكون موضوعًا للجدل والتفسير المختلف.

يمكن أن تكون الولايات المتحدة تبذل جهودًا كبيرة لدعم الحكومة اليمنية والمساعدة في إنهاء النزاع. ومع ذلك ، قد تكون هناك أيضًا اعتبارات سياسية واقتصادية وعسكرية أخرى تؤثر على الجهود الأمريكية في النزاع.

صباحية يوم الجمعة 12 يناير شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات رمزية على أهداف عسكرية للحوثيين، ردا على هجمات الجماعة على سفن تجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وفي حين لم يتم تقديم أرقام محددة لعدد الصواريخ التي تم إطلاقها على مواقع الحوثيين، تقول واشنطن إنه تم استخدام أكثر من 100 ذخيرة موجهة بدقة “من أنواع مختلفة”. وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الضربات، التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ توماهوك.

جاءت الضربات العنيفة التي أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتنفيذها على جماعة الحوثي بعد تحذيرات لأسابيع للجماعة بالكف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر وإلا سيكون هناك عواقب. ورغم هذه التحذيرات، واصل الحوثيون إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ مما دفع الولايات المتحدة على ما يبدو إلى تنفيذ تهديداتها وحفظ ماء وجهها وتوجيه ضربات رمزية لمواقع تابعة للحوثيين.

قناة سكاي نيوز عربية نقلت عن مصادر وصفتها ب”المطلعة” القول إن الولايات المتحدة أبلغت الحوثيين قبيل تنفيذها ضربات جوية على مواقع لهم في اليمن. وذكرت المصادر أن الحوثيين تبلغوا بالضربات، في إشارة على ما يبدو إلى نية الولايات المتحدة بعدم إيقاع أضرار بالحوثيين. في السياق أكد الناطق باسم مليشيا الحوثي محمد عبد السلام، اليوم، أن الضربات الأمريكية والبريطانية والتي استهدفت مواقع لمليشيا الحوثي ،اليوم وأمس “لم يكن لها تأثير يذكر في سياق الحد من القدرات اليمنية للاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي”.

من خلال ذلك يرى مراقبون انه ليس لدى الولايات المتحدة أي نية للقضاء على جماعة الحوثي، التي تعمد واشنطن الى استغلالهم كأداة لابتزاز السعودية، فضلا عن اضفاء مزيد من التعاطف الشعبي مع المليشيا.

واكد مراقبون أن الولايات المتحدة هي التي حمت الحوثيين خلال حربهم على الحكومة اليمنية المعترف بها جوليا، وألغت قرار تصنيفهم منظمة إرهابية.

بدورها قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إنّ “مليشيا الحوثي تتحمل مسؤولية جر البلاد إلى ساحة مواجهة عسكرية لأغراض دعائية”. واعتبرت الحكومة اليمنية إنّ “سياسات المجتمع الدولي تجاه الوضع اليمني ساهمت في تعزيز سيطرة مليشيا الحوثي”.

من المؤكد أن تلك الضربات الامريكية والبريطانية لن توقف مليشيا الحوثي من شن المزيد من الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتي تسببت في تعطيل حركة التجارة الدولية وأجبرت بعض السفن على قطع الطريق الأطول حول جنوب القارة الأفريقية مما زاد من تكلفة ووقت نقل السلع وأجج مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم عالميا.

تعليقات