الصراع الأخطر بين إيران والغرب في البحر الأحمر وباب المندب!
وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، صرح بعد الغارات التي نفذتها بلده مع الولايات المتحدة الأمريكية، صباح اليوم، من قصف على مناطق عدة في اليمن تقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين، ذراع إيران المسلح في اليمن، أنهم على ثقة في أن الأهداف التي حددت لهم قد تم ضربها بنجاح.
الضربات العسكرية الأميركية البريطانية هي ضربات محددة ضد الحوثيين، استخدم فيها أكثر من 100 صاروخ ضد 60 هدفاً في 16 موقعاً مختلفاً في عدد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسلطة الحوثيين.
تركزت تلك الغارات على مراكز القيادة والسيطرة، ومخازن السلاح وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات، رغم تصريح المسؤولين الأميركيين أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد.!
التطورات التي تتسارع في البحر الأحمر قد تخلق نزاعاً أوسع، فالهجمات الحوثية على السفن والتحكم بالتجارة الدولية وكذلك اعتراض للسفن الإسرائيلية والغربية، هذا خلق ظروفاً جديدة وحساسة على مستقبل أمن واقتصاد المنطقة العربية ومنطقة دول الخليج العربي وقناة السويس المصرية.
الهدف من وراء هذه التداعيات التي أخذت بُعداً أكبر هو أن البحر الأحمر وباب المندب، الذي تحول إلى منطقة نزاع إقليمي ودولي، وربما أن حجم ما يجري من خيارات عسكرية في البحر الأحمر، يمثل نزاعاً إيرانياً وغربياً، حيث ترغب إيران في تطويق المنطقة العربية والسيطرة عليها وخاصة الممرات المائية باستخدام أذرعها المسلحة وتدير الحرب عن بُعد وبعيداً عن مصالحها ومنطقتها.
أهمية الموقع الذي تتفرد به اليمن من خلال تحكمها بمضيق باب المندب، ووجود جزيرة ميون في الضفة الأخرى من المضيق، وجزر يمنية متعددة وجبل الشيخ سعيد، ومديرية ذو باب الطويلة من حيث امتدادها، والمرافئ اليمنية الاستراتيجية والمخا والحديدة والخوخة والصليف.
اليمن لديها امتداد ساحلي مهم، هذه المساحة المهمة من اليمن ومصالحها الجيوسياسية المشتركة، مع دول القرن الإفريقي والعالم ومنطقة الشرق الأوسط وحتى المناطق المطلة على البحر المتوسط، فهناك حركة اقتصادية واسعة مرور أكثر من 40% من التجارة العالمية في البحر الأحمر وباب المندب حيث تعتبر اليمن مركز الحركة التجارية في المنطقة وموقعها يحمل أهمية سياسية واقتصادية وعسكرية.
ما يجري في البحر الأحمر هو محاولة لفرض واقع جديد، بين أطراف إقليمية ودولية، فمن يتحكم في واقع باب المندب، هو من سيتحكم بواقع المنطقة العربية وفرض وجوده لعقود مقبلة، وإيران تريد التغلغل في أهم الممرات المائية لزيادة تحكمها بواقع المنطقة، وخلق نفوذ يساعدها لزيادة تشكيل نفوذها السياسي والمذهبي.
*رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الاستراتيجية