منبر حر لكل اليمنيين

فكري قاسم يكتب عن مفاتيح تعز

46

التقط عدد من الشبان الناشطين بتعز صورا متداولة لهم إلى جوار صورة الزعيم صالح ؛ المتواجدة عرض أحد جداران كلية الآداب.

وهذا أمر لا يدل فقط على أن للرجل الراحل مكانة كبيرة في نفوس كثير من الناس ؛ على الرغم من كل محاولات خصومه السياسيين لتهشيم وتشنيع وتشويه صورته في الوعي الجمعي.

وانما يدل ؛بشكل واضح ؛ على أن تعز في جوهرها حاضرة متمدنة ومسالمة ولا تتعايش بالمطلق مع الكراهية والاحقاد . وأنها محافظة شجاعة واصيلة ؛ تغضب وتحب ؛ وعصية تماما على فكرة الاستحواذ أو التجيير لصالح جماعة بعينها مهما استبدت بها ظروف واقع الحال المرير.

والأهم من هذا كله ؛ أنها تحتضن الجميع ؛ ولا تطلب من الطامحين الجدد ؛الذين يتسابقون الان على موضع قدم فيها أي شيء آخر غير أن يحترموها فقط .. وان يحترموا خصوصياتها وثقافتها وتمدنها ؛ وان يعطوها مكانتها التي تستحقها ؛ وان يغازلوها بدوافع وطنية أصيلة منطلقة من وعي سياسي عليم بمزاجها الشعبي وعليم ايضا بتفكير واحتياجات شبانها الذين قلبوا اليمن كلها تحت فوق أثناء اعتصامات سنة ٢٠١١ لمجرد أنهم أرادوا التغيير ؛ بغض النظر طبعا ؛ عن الخديعة الكبرى التي تعرضوا لها من سراق الحلم الذين ركبوا الموجة وقادوا البلاد إلى المهلكة.

ولا يمكن لأي فصيل كان أن يكسب قلب تعز وان يستمر فيها طويلا وان يسوق لنفسه في مجتمعها المتحضر اساسا ؛ من دون أن يضع نصب عينه ؛ أن لتعز مفاتيح أخرى ؛ غير تلك المفاتيح البالية التي يعتقد أصحابها التقليديين بأنهم سيفتحون بيبانها الموصدة بفعل الخير ؛ أو بمشاريع فاعلي الخير ؛ أو بنفس الادوات القديمة التي استخدمها صالح من قبل ؛ وبسببها ؛ خلق بينه وبين شبانها هوة سحيقة أفضت في نهاية المطاف إلى انفراط العقد بتلك الطريقة التي حدثت في ٢٠١١ وذلك بكل تأكيد لإن الزعيم الله يرحمه ظل يستخدم مع تعز مفاتيح صدأة ؛ ولم يهتم مطلقا بمفاتيحها الأصلية كحاضرة ثقافية وخلاها لرجال الدين ولرجال القبيلة ولشوية فرغ كانوا السبب في إغلاق بيبانها بوجهه في سنوات الطوفان الذي شهدته البلاد مؤخرا .

تعليقات