منبر حر لكل اليمنيين

اليمن تودع شاعر اليمن الكبير أحمد الجابري

35

الشاعر أحمد الجابري من مواليد عزلة الشويفة مديرية خدير بمحافظة تعز 12 يوليو 1937م وتربي في مديرية التواهي عدن، حيث كان أبوه يملك أشهر أفران ومخابز والذي عرف بفرن ومخابز الأجرب وكان أبوه يملك معظم مساكن الحافة في منطقة التواهي وكان هذا المخبز لا يبخل بكرمه علي كل محتاج من أبناء عدن وعلي
أبناء الشمال الذين كانوا يتوافدون علي عدن ومنهم من عمل فيه في تلك الفترة وأصبح مسؤول كبير أيام الوحدة، كان مدرسا لمادة اللغة العربية والرياضيات في ثانوية الجلاء أقدم ثانوية في خور مكسر ، والتي تحمل الآن اسم ثانوية الأديب والشاعر الراحل محمد عبده غانم ، وتزامل في التدريس مع رفيق دربه الشاعر والأديب متعدد المواهب لطفي جعفر أمان

نال الشاعر أعلي الشهادات الجامعية في الاقتصاد في جامعة قاهرة المعز بمصر العربية، لم تروق أشعاره لأعداء النجاح والذين يتربصون بكل اديب أو مثقف أو شاعر تشعل كلماته الوجدان النضالي لدي الشعوب وبدوا بالكيد لهم وتدبير المكائد والاتهامات التي يكون نهايتها إما الضياع في غياهب السجون أو الإعدام .
وهي تهم لم ينجو منها الشاعر الكبير احمد الجابري ، ليهرب ويمشي القفاري ويمتطي وسائل السفر المختلفة ويذوق المعاناة في طريق الغربة بعيدا عن الوطن للنجاة من حكم الإعدام عمل محاسب لدي بنك في إحدى دول الخليج وعاد إلي أرض الوطن ليتسأل عن ذلك الفتي الذي كان يمرح في أرضها الخضراء
ويسبح في بحرها الصافي كنفوس أهل عدن ، وعاد لينظم الشعر من جديد وليقدم معسول الشعر والأغاني والتي لا تنسي في ذاكرة الأجيال، لقد سانده طابور كبير من محبيه وزملائه من الذين عرفوا مكانته ووقفوا إلي جانبه من أبناء الشمال والجنوب ..

عاني الشاعر ظلم وقهر ذوي القربي ليتم السيطرة علي أملاكه إلى حد لم يجد الشاعر مسكن يسكنه في عدن أو أن يدفع إيجار سكن ليعيش في مسكن شعبي في منطقة الراهدة .
رافضا بكرم نفسه نصيحة الناصحين له برفع قضية ضد أقربائه وأولاد عمومته الذين أخذوا ميراثه من أبيه وأملاكه .

كتب الشاعر احمد جابر الكثير من الأغاني اليمنية المعروفة وغنى من كلماته أشهر الفنانين اليمنين أبرزهم
الفنان الكبير أيوب طارش والفنان الكبير محمد مرشد ناجي منها: (إيش معك) ايش معك تتـعب مع الأحباب يا قلبي وتتعبنا معك؟ لا الضنى يروي ظما روحي ولا الدنيا بعيني توسعك .
لا متى شأصبر وانا أجري ورى حبك أطيعـك واتـبعك؟
الجابري
.. ذلك الذي ازدانت البلاد بقناديل حسه وحبه، في مغناته الأيوبية الشهيرة
لمن كل هذي القناديل”، التي تعانق بها هامات اليمنيين السماء ،
(لمن لمن لأجل اليمن )
الجابري الذي تهيم الأرواح محلقة في ملكوت الحب والعشق والجمال كلما سُمعت روائعه بصوت أيوب طارش
ايش معك تتعب مع الأحباب يا قلبي وتتعبنا معك..
مروراً بقوله
طائر الأشجان ما يشجيك في تيك الربى من لوعك؟
ضاعت الأيام من عمري سُدى ضاعت وعمري ضيعك،
ايش معك يا قلب تضنيني أنا هالك وهالكني

و…
قسمة ونصيب التي منها
عش حياتك لا تضيع لحظة واحدة في الوجود
الزمان لو فات بعمرك مستحيل يرجع جديد
و…
أشكي لمن وانجيم الصبح قلبي الولوع ؟
و…
طير ايش بك تشتكي أنا مثلك غريب.

والعمل الملحمي العاطفي الوجداني الشهير ، بصوت أيوبيا
عاشق الليل قلي ماذا تنتظر ؟
و….على ام سيري… لمحمد مرشد ناجي

و… أخضر جهيش
و…عدن عدن يا ريت عدن مسير يوم
والله ما اروح الا قاهو ليل

و…أشتي أسافر بلاد …

ناقش الحنا

ألا ياطير يالخضر متى با لقاك الليلة ؟

وخذني معك

و ياصبايا

أكثر من 200 قصيدة وعمل إبداعي ما بين موشح وغنائي ووطني ودوبيت ومقاطع ملونة يحويها إصداره الفخم

”عناقيد ملونة”

مبكرا لخص الجابري نكران الجميع تجاهه في بعض أبيات قصيدته “

أضاعوني
ضاعوني وهم أهلي وإني ..
إذا ماغبتُ،لا يلقون مثلي.
وكنت أظنهم أهلا ً لحبي.
فلما جئتُ،لم أظفر بأهلِ..

ولخص معاناته الكبيرة في بعض أبيات “صومعة الشاعر “،في فترة بقاءه وحيدا شريدا في كل من عدن وغرفة صغيرة في الراهدة بتعز
لي حُجرةٌ.. مثل جحر الفأر أنزله.
ماضقتُ ذرعاً به
يا ليتهم علموا يمتد بالشعر
رغم الضيق في سعةٍ..
لكن يضيقُ إذ ما امتد بي قدمُ.

قصيدته “صومعة الجابري”، يتحدث عن ثلاثين عاما قضاها في غرفة صغيرة في الراهدة وحيدا ،
فما أحزنها بصوت عبدالباسط عبسي
لولاك ماكان الهوى ..يوماً لنا
يا راهدة قد عشتُ فيك منعما.
وحدي وكنت الشاهدة مر الزمان
ولم تعد .. أيام عمري واعدة
حيفان لي…أعروق لي..
وحدي أنا في الصومعة..
قلبي لمن ياراهدة للراهدة..

ثم الانتقال في القصيدة ذاتها
غادرت أهلي مكرها ..
إذ كان لي فيها حبيب كانت حياتي غربةً.
وعشتُ أيامي غريب …. إلى آخر القصيدة ..

86 سنة ، هي عمر الجابري
مشوار عطاء ملأ الدنيا،والقلوب في آن”عَلَمٌ يواجه بالنكران ، وملهم يجابه بالنسيان ،قلبٌ بحجم بلاد ،
يفارق الشاعر احمد الجابر الحياة بعد أن تنكر له الأقارب وسلبوا حقه وبعد أن تنكر له
الوطن الذي تغني له ، الوطن الذي لم يعد الا غنيمة للصوص وتجار الحروب ولا مكان فيه لكل شريف وكفاءة وطنية وكل شاعر وأديب .
رحمة الله تغشي الشاعر الكبير أحمد الجابري

ولعل …لمن كل هذه القناديل إحدي روائع
كلمات الشاعر اليمني / أحمد غالب الجابري والتي غناها الفنان الكبير أيوب طارش عبسي

لمن كل هذه القناديل تضوي لمن ؟
وهذه الموواويل في العرس تشدو لمن ؟
هل الأرض عاد لها ذو يزن ؟
فعاد الزمان وعادت عدن
لمن ؟ ، لمن ؟
لأجل اليمن
***
فعيدي لنا مجد أسلافنا
وشدي النجوم وسيري بنا
على الغيم سر طار في المنى
وسر الينابيع في أرضنا
على الحب نحيا ويحيا الوطن
من ؟ ، لمن ؟
لأجل اليمن
***
يا وحدة الشعب حلم السنين
يا قبلة الحب للعاشقين
أطلت على العمق شمس لنا
تضيء الطريق وتمضي بنا
لنطوي المسافات عبر الزمن
لمن ؟ ، لمن ؟
لأجل اليمن
***
فديتك صنعاء يا موطني
بروحك انقى دم مومن
وهذه سماؤك فيض السنا
لكل البطولات في أرضنا
سنحيا ونفنى لتبقى اليمن
لمن ؟ ، لمن ؟
لأجل اليمن

تعليقات