منبر حر لكل اليمنيين

شرعب بين سيناريوهات مخططات الحروب ومواصلة الجهود لتجنيبها الصراع

عبدالله فرحان

283

 

شرعب بين سيناريوهات مخططات الحروب ومواصلة الجهود لتجنيبها الصراع ..

بقلم/ عبدالله فرحان

طبعا موقع جغرافيا شرعب بالنسبة لاستراتيجية الحروب الحالية في اليمن ككل لم يكن موقعا ذي اهمية عسكرية او اقتصادية فلم تكن جبال شرعب على امتداد خطوط طريق عدن كحيفان والصلو او الوازعية كما انها ليست منفذا او ذات سيطرة على مدينة تعز كما انها ليست خطوط سواحل المخا وباب المندب .. هذا من حيث جغرافيتها عسكريا كما ان شرعب بمكوناتها الاجتماعية والسياسية كانت ومنذ 2011 تتميز بالود فيما بينها مع اختلاف وجهات النظر والمشاريع السياسية فالجميع يتفق مع بعضه حول هدف واحد وهما واحد مفاده تجنيب شرعب الصراع وهذا بحد ذاته كان ومازال عاملا اساسيا في عدم افساح المجال لجر المنطقة الى الصراع وعدم منح المبررات للتدخل المسلح وتحويل المنطقة الى ثكنات عسكرية ..
للاسف والاسف الشديد ربما لم يروق للبعض في المنطقة ولقوى الدمار وهواة الحروب هذا الحال والوضع المتميز .. فبدأت دعوات ومبررات الحشد والتحشيد العسكري الى المنطقة تظهر عند بعض الشواذ .. فسمعنا عن مزاعم دخول عناصر اجنبية مصرية وغيرها الى اطراف شرعب الرونة في عزلة الزراري وقيام تلك العناصر باعمال ارهابية في بعض مدارس الزراري لينتج عنها اقتتال محلي محدود .. ليكون بمثابة فقاعة صوتيه للترويج لوجود القاعده .. ليليها اعمال اخرى توصف بالارهابية ممثلة بقتل المدعو الشيخ ادريس واخرين ..كنوع من المغازلة للعشيق النقيض والمضاد ممثلا في مليشيات الحوثي . وتمت تلك المغازلة بنجاح بقدوم العشيق المضاد ودخلت المنطقة في الاقتتال تحت مسمى محاربة القاعدة وتصفية المصري الارهابي … فقصفت بيوت وتشردت اسر وقتل الكثير من الابرياء وكله عشانك يا المصري !! وللاسف لم يريد مخرج السيناريوا لبعبع التبرير للحملات والممثل في الارهابي المصري ان يقتل او ياسر او يموت . فبعد الاعلان والابتهاج بالنصر الحوثي ضد المصري وتثبيت قواعد عسكرية مليشاوية للحوثين هناك وتنصيب القيادي المتحوث المدعو ب ابو علي المستجلب الى المنطقة من الدعيسة بمديرية التعزية كمسؤل عسكري للمنطقة .. تم اعلان فقدان الارهابي المصري ثم اعلان هروبه الى منطقة … او ….. ليبقى المصري شماعة الاجتياح لاية عزلة يريد لها مخرج السيناريوا ان تسيل فيها الدماء لاشباع نهمه العدواني ..
فدارت الايام وتعطشت بعض الاجندة الارتزاقية المتاجرة بالدماء الى اشباع رغباتها الشيطانية .. فذهب الاول يضج وينيح ويطبل بالتحذير احياننا وبالتوعد احياننا اخرى لكل شرعب من مخاطر العناصر الارهابية التي يزعم انتشارها وتنقلها من مكان الى اخر .. كخطوة تمهيدية لاستجلاب المليشيات الحوثية الى المنطقة ..والحال نفسه لدى متاجر اخر بدماء ابناء المنطقة والذي سارع قبل نحو نصف شهر بالذهاب الى قيادات الحوثي في مدينة الصالح في الحوبان ليترجاهم للقدوم الى المنطقة وبالتحديد الى سوق الحرية لضبط الامن وتنصيبه مديرا للقسم . ليمثل طلبه هذا نوعا من الشرعية لتحريك حملات عسكرية للمنطقة ظننا منه بانها ستكون تحت تصرفه ليسيرها لتصفية خصمه الذي هو اساسا عميلا مرتزقا اكثر سبقا وثقلا منه لدى الحوثين ..ظلت المبررات الكاذبة تتدفق نحو الحوثين لتمنحهم مبررات الاجتياح فذاك يدعوهم لمساندته وذاك لمحاربة القاعدة وذاك لتفعيل قسم شرطة الحرية وذاك لضبط وتحصيل الايراد من جبايات بسطات السوق .. واخيرا ما وجدته اليوم لدى صفحات احد تجار الحروب وهو يتوعد عزلة بني سبأ بالويلات للثار لابناء شيخ عزلة مورخه الذين قتلوا قبل عامين ونصف ..
المهم في كل هذا بان هولاء الاغبياء يظنون بانهم سيكسبوا وتنال نجارتهم الربح الوفير ولم يعوا الدرس من احداث الاعوام 79 حتى 83 م سابقا ولم يعوا دروس وعبر مديرية صبر المسراخ وصبر الموادم .. ولم يدركوا ايضا بانهم ليسوا سوى شماعات للتبرير ولم يكن لهم ناقة او بعير في صناعة قرار الاجتياح .. لم يدرك هولاء الاغبياء ومعهم ايضا حثالة وساطات ومشاورات التبرير القادمين من مناطق مخلاف امثال عبدالحكيم التبهه وقناف الصوفي وعمار عبدالله علي سرحان بانهم جميعا ادوات وجسور تمر فوق اجسادهم مليشيات الصراع لاستجلاب قوى مضاده ..
اليوم ومنذ 4 ايام وقوات الحوثي تجوب شوارع سوق الحرية تحت مبررات التشاور لتنصيب مدير للقسم ولن يتم التنصيب .. اليوم يروج الطرف الاخر لضرورة اعداد العدة للمواجهة بعدما تستكمل تلك المليشيا الانتشار ..اليوم ايضا تشرع غرف عمليات التحالف لتخصيص خانة معلوماتية تحت بند بنك الاهداف الجوية لجاهزية القصف في مناطق شرعب ..
وكل هذا يتم بالتزامن ايضا مع جهود حثيثة لعقد لقاءات مشائخية شكلية تهدف لشرعنة البقاء والتمدد وايجاد التحالفات النفعية ..
وفي مقابل كل تلك الخطوات الشيطانية فلقد كانت ومازالت هناك جهود تبذل من قبل العقلاء لتدارك الموقف وانقاذ المنطقة . فلقد بذل العقلاء الكثير من الوقت والجهد للتواصل والضغط لايجاد الحلول للمشاكل التي كانت مفتعله لتبرير التدخل .. ثم تم تقديم المبادرات لايقاف الحملات وتم تقديم التنازلات ولكن داعي الشر اسرع واكثر اشتهاء لدى تجار الشر والموت …
وحيال كل هذا فمازالت فرص انقاذ المنطقة متاحه ان تكاتفت الجهود واقلعت الاصوات الشيطانية عن الترويج لاستجلاب الدمار … ولمنح المنطقة فرص النجاة فاني ارى اتباع الاتي :
1/ استمرار تكثيف التواصل ومع كافة عناصر القضية ومستوياتها .
2/ ايجاد توافق سريع حول حلول الاشكالات المستخدمه كمبرر لتواجد الحملات المسلحة
3/ عدم الخوض في الخطاب الاعلامي التصعيدي للمواجهه
4/ تعقل ابناء المنطقة وعدم السماح لابنائهم في الانخراط المليشاوي ..
5/ نبذ كل عنصر يستخدم الوشاية والتحريض ضد ابناء منطقته تحت مسميات عناصر معادية او داعشية كونها ستودي وبشكل تلقائي الى سرعة المواجهه وتفويت فرص الحلول السلمية
6/ واخيرا على عقلاء قيادات المقاومة والشرعية في تعز عدم السماح بحمل السلاح حاليا واستخدام خيار المواجهه المسلحة ..
وعلى عقلاء الحوثين ومناصري الحوثي ان يتعقلوا وان يبتعدوا عن الوقوع في مستنقع دامي لن ينتهي ولن يحققوا من خلاله اية انتصارات او مكاسب عسكرية او شعبية او مادية .فشرعب وتكويناتها تختلف تماما عن مناطق الصراع الاخرى …
اللهم اني وضحت ونصحة اللهم فاشهد ..

تعليقات