أقاويل لمرايا الخريف

تُحاصرني المرايا
يُراودني الفضاءُ
حينَ تتحشرجُ الحروفُ
في عنقِ القصائدِ
تتخاطفُ الشجيراتُ ظلي،
ما كنستهُ أرصفةُ المدينةِ
من أغانٍ أو حنينْ

* * *
كما لا يريدُ الليلُ،
موغلٌ بالصحوِ،
لكنني مظلمٌ
إذا ما زادت الأنوارُ وقاحةً
متسخٌ بطينِ الحلمِ
لم تغسل الأوهامُ منيِّ
عناءَ الروح..
لم تخدش صخرةُ الحرمان
ذاكرتي..
لم يُطفئ الشتاءُ
قنديلَ أمي
أو شمعةَ الكلماتْ..

* * *
كما لا يريدُ الليلُ…
ملتهبٌ أنا
بألف جرحٍ وأغنية
ونافذةٍ تطلُ على السراب الأنثوي
على نبضِ قنديلٍ تعرى
فوقَ السياج القصيِّ
يبعثرُ الآهات
جمراً على وترِ السماءْ

* * *
“من أنا..؟!”
عوتْ عقاربُ الوقت في دمي…
أتسكعُ في علبةِ الكون
أستنشقُ الأفلاكَ
أتتبعُ خيطاً من الضوءِ
والأسئلة:
“من أنا..؟!”
يسرقُني الصهيلُ… زقاقُ العمرِ
لم تُزهر صبايا الدمع
بعدُ في لغتي…
لم تخدش عينيَّ
فراشاتُ التأمل…
لم تطوق يداي خاصرةَ المجرةِ
ولم تهزم مخيلتي
سدرةُ الألغازْ

* قصيدة “أقاويل لمرايا الخريف”، من ديوان “لا أحد كان غيري”