لم أعد شاعرا
لم أعد أكتب
عن البيض المسلوق ،
و صرت أكتب
عن الأسماك الملونة
داخل الأحواض الزجاجية ..
لم أعد شاعرا
كما ينبغي لشاعر
يسكن في كومة قش ،
صرت أكثر خوفا
مثل سحابة
لا تمطر دائما
لأن الغيم مثقل
و السحابة
لا تحمل إرثا قديما
يشبه الرمل الذي تحتاجه نملة
لتبني مسكنا في حقول القمح
لا تهدمه الأقدام
الأقدام التي لا ترى في الأعالى
سوى سحابات بيضاء
مثل قلب أمي
جافة كأرض قريتنا ..
لست حزينا
و أستهلك كمية خرافية
من البهجة
لأبتسم و انثر البياض
الذي أكتب فيه
عن شاعر حزين
ليس لديه نافذة
و منذ أعوام
لم يكتب قصيدة
لأن السماء عالية
و الأسماك
لا تصلح جميعها للزينة ..
أدري بأن الحزن
لا تساويه كذبة صغيرة
لصديق يكتب
عن حبيبة مفترضة
و لا يجد من ينتظره
في موقف الحافلات !