منبر حر لكل اليمنيين

الأمية تكتسح الخارجية اليمنية

18

تذكرت عندما تخرجنا من الجامعة وكان لنا زملاء تخرجت علوم سياسية واقتصاد وكانوا يشعرون بهيبة اللقاء وامتحان القبول وكأنهم سيقدمون على امتحان أصعب بألف مرة من كل الامتحانات التي مرت عليهم طوال حياتهم.. كانوا كلهم قلق وخوف ورهبة والمتجاوز منهم ذلك الاختبار كأنه مر على السراط المستقيم يوم القيامة.
اليوم داسوا على كل القيم والقوانين والأعراف وشروط قبول المتقدم للالتحاق بالسلك الدبلوماسي وحسب ما وصل لي من جهة ذات ثقة عالية أن الأمية كان لها نصيب الأسد في التعيينات الجديدة في الخارجية اليمنية ، ومن يحمل الثانوية العامة يعتبر هالة علمية وثقافية والحمد لله على كل حال .
هؤلاء لمن لا يعرف أين سيحل بهم المطاف ،سيكونون سفراء في دول وماذا يعني السفير هو صورة مصغرة لرئيس الدولة وأكثر أهمية لكونه يمثل شعب بلاده في تلك الدول، وغالبا يختار السفير الفائق الثقافة والحنكة والسياسة والدبلوماسية وفي معظم الدول يكون أعلى من مستوى رئيس الدولة.. لهذا ممكن أن يكون رئيس وزراء سابق وسفير لاحق ، رغم الفارق الوظيفي بين المنصبين لكنه كما ذكرنا أن الموقع أهميته من أهمية البلد.
المحزن أن هناك عددا من السفراء الأجلاء القدامى الذين ينتظرون تدوير المواقع وإعادة توزيعهم لمواقع جديدة حسب النظام والقانون، إلا أن هذا لم يتم.
لا أدري لماذا أحببتم تجهيل هذا القطاع الهام والمهم لدى كل دولة، وليس لكم عذر ، زمان أيام الدولة التي خرج عليها الأخ وزير الخارجية الدكتور بن مبارك متهم الدولة بالفساد ومن هذا الفساد إغراق الخارجية بوزراء من خارج السلك الدبلوماسي حينما كان بعض الوزراء يتحولون للعمل في الخارجية ، مع الفارق، وزراء يحملون المؤهلات العليا وخاضوا كل معارك التنمية في البلد ولهم باع كبير في السياسة التي هي عمود الدبلوماسية،
للأسف تأتي هذه القرارات ويتصدر هرم الدولة أعلى الشهادات العلمية ، هل اكتشفوا أن الأمية أفضل من شهاداتهم .
ما وصل لي أن الانتقالي هو القوة العارمة التي فرضت أمر الواقع، وآخر يقول ليس القرار بأيدي قادة البلد، القرار في يد الخارج الشقيق العربي المسيطر على أنفاسنا وأحلامنا وبحارنا وبرنا وأبرارنا وأعراضنا .
اللهم إن هذا منكرٌ فأزله.

تعليقات