المسيَّرات الحوثية.. المواصفات والمخاطر تفاصيل ومعلومات دقيقة استقصائية
كشف تقرير استقصائي لـ”شيبا انتلجينس” عن تفاصيل وحقائق حول قدرات الطائرات المسيرة الحوثية، وكيف ساعدت إيران في تعزيز قوة الحوثيين في هذا الصدد، حيث مثلت الطائرات المسيرة، إلى جانب الصواريخ، العمود الفقري للقوات الجوية الحوثية.
وتتبّع التقرير الاستقصائي المواصفات الفنية والتشغيلية للطائرات المسيرة المملوكة لمليشيا الحوثي بناءً على معلومات حصرية من داخل الجماعة.
ووضعت المعلومات الواردة في التقرير موضع المقارنة بتقارير صادرة عن لجنة خبراء الأمم المتحدة، التي حققت في هجمات الحوثيين على المنشآت الحيوية في السعودية والإمارات واليمن، علاوة على ذلك، تتبع معدو هذا التقرير المعلومات الفنية الصادرة عن الشركات المصنعة للمحركات المستخدمة في الطائرات المسيرة الحوثية، كما تم إجراء مقارنة بين طائرات الحوثيين المسيرة والطائرات الإيرانية بناءً على بعض الحقائق حول الطائرات المسيرة ومحركاتها.
ووثق التقرير 14 نوعاً من الطائرات المسيرة استخدمتها قوات الحوثيين لمهاجمة خصومهم أو جرى عرضها في الاحتفالات والعروض العسكرية.
يستكشف التقرير نوع الطائرة المسيرة ومواصفاتها الفنية والتشغيلية والمواصفات الفنية للمحرك الذي تعمل به. وبالتفصيل، يستعرض مهام الطائرة المسيرة، وأبعادها (الطول وعرض الجناح)، وسرعة الطيران، ومدى الطيران، ومدة الرحلة، ونطاق التحكم، والارتفاع الأقصى، والوزن المحمول، والوزن الإجمالي للإقلاع، وطراز المحرك، وقوة المحرك، والدفع المستمر للمحرك، واتصالها بالمحطة الأرضية ضمن مدى أقصاه 250 كم.
وتتراوح تكلفة معظم الطائرات الحوثية بدون طيار بين 10,000 دولار أمريكي و20,000 دولار أمريكي بدون المحطة الأرضية. يكلف أكثر من 75٪ من الأموال المحرك والاتصالات ومعدات الملاحة والكاميرا، بينما تكلف أقل من 25٪ من قيمتها لشراء المواد الخام التي يصنع منها جسم الطائرة المسيرة في قوالب جاهزة.
الصماد كنموذج
بناءً على مواصفات الطائرات المسيرة الحوثية، قد نجد أن تكلفة صماد 3 هي الأغلى، وتتراوح تكلفتها من 23,000 دولار أمريكي إلى 31,000 دولار أمريكي. وفقا للمنصات التي تبيع أجزاء هذه الطائرة المسيرة، فإن الأسعار معقولة وهي كما يلي:
تحليق طائرات الحوثيين المسيرة
وكما ذكر أعلاه، فإن الطائرات المسيرة الحوثية فعالة على ارتفاع 4500 متر فوق مستوى سطح البحر، يجب النظر في بعض الحقائق العلمية حول الطائرات المسيرة حتى يتم تحقيق فهم أوسع لقدرات الطائرة الحوثية المسيرة.
يبلغ الحد الأقصى لارتفاع الطيران للطائرات المسيرة التي تستخدم محركات المكبس 7000 متر، لذا تبلغ سرعتها حوالي 47 كم. أي -52 متر/ ثانية).
قد تصل الطائرات المسيرة الحوثية إلى هذا الارتفاع ولكنها لا تستطيع تنفيذ المهام عندما تكون على ارتفاع يتراوح بين 4500 متر و5000 متر، وينخفض الحد الأقصى لنطاق الملاحة والتحمل للطائرة بنسبة 5.8٪ و8٪ على التوالي، مع كل زيادة قدرها 1000 متر من الارتفاع.
من الناحية النظرية، بعد ارتفاع 4500 متر، يكون ضغط الهواء منخفضاً جداً، مما يجعل مراوح الطائرات المسيرة فعالة لأنها لا تستطيع دفع الهواء للتحرك إلى أعلى. الطائرات ذات المحركات من فئة 20 حصانا تطير بسرعة لا تزيد عن 220 كم / ساعة، ويمكن لهذه المحركات رفع طائرة ذات حمولة لا تتجاوز 150 كجم. لذلك، لا يمكن للطائرات المسيرة الحوثية من هذا النوع أن تحلق أكثر من 5000 متر فوق مستوى سطح البحر، وأي تحليق فوق هذا الارتفاع يجعلها غير قادرة على القيام بمهامها.
السيطرة على مدى الطائرات المسيرة الحوثية
هناك نظامان للتحكم في الطائرات المسيرة: الأول هو نظام مباشر، وهو متصل بمحطة أرضية أو من خلال محطة فضائية عبر الأقمار الصناعية، والثاني هو نظام غير مباشر من خلال البرمجة المسبقة.
واستبعد التقرير التحكم المباشر عبر الأقمار الصناعية، لأنه مكلف ولا تقوم به إلا الدول المتقدمة، ولا تستخدم إلا في الطائرات الكبيرة المسيرة ذات القدرات العالية، ما يؤكد أن الطائرات المسيرة الحوثية تستخدم نظام التحكم المباشر عبر محطة أرضية إذا كان الهدف في نطاق 250 كيلومترا.
غير أنه إذا كان النطاق أعلى من ذلك، فيجري استخدام نوع من الطائرات المسيرة التي تعمل بنظام مزدوج يجمع بين الأنظمة المباشرة وغير المباشرة. تتم برمجة الطائرة المسيرة مسبقا، ويتم إضافة الأجهزة إلى جسم الطائرة المسيرة، ويتم إدخال المعلومات في هذه الأجهزة وربطها بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وهو غير مكلف.
هذا النوع من الطائرات المسيرة، الذي يطير لمسافة تزيد عن ألف كيلومتر، لديه رحلة في اتجاه واحد لأنه لا يمكن له العودة. غالبية الطائرات الحوثية ذات الأجنحة الثابتة هي ذات المدى القصير. على سبيل المثال، يستوعب خزان الوقود في طائرة صماد3 المسيرة 29 لترا. لذلك، لا تتجاوز رحلتها خمس ساعات. تستهلك ستة لترات في الساعة إذا كانت السرعة بين 60-70 كم / ساعة، مما يعني أن عودتها غير ممكنة.
يمكن زيادة المسافة إلى 2000 كيلومتر إذا تمت إزالة المتفجرات، التي قد تزن 20 كجم، واستبدالها بخزان وقود إضافي، ليصل إجمالي الوقود إلى حوالي 50 لترا. ومع ذلك، تحتاج الطائرة المسيرة إلى محطة أرضية لتوجيهها لأن البرمجة المسبقة قد تكون غير دقيقة.
فعالية الطائرات المسيرة الحوثية
إذا كانت الطائرات المسيرة الحوثية من النوع الأقل فعالية، فقد تحمل 20 كيلوغراما فقط من المتفجرات وتطير على ارتفاعات منخفضة، بأقل من 5000 متر فوق مستوى سطح البحر، لتنفيذ مهام التصوير والتسجيل والتصوير بفعالية، ولا يمكن التحكم في الطائرات المسيرة إلا عبر محطة أرضية في حدود 250 كم أو برمجتها مسبقاً عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
إذاً، ما هي قدرات وفعالية الطائرات المسيرة الحوثية، بحيث تشكل تهديدا للدول التي لديها طائرات مسيرة وأنظمة صواريخ تدار مباشرة من الأقمار الصناعية؟
تكمن خطورة الطائرات المسيرة الحوثية في أنها يمكن أن تسبب الارتباك، سواءً بتوجيه الصواريخ إلى أهداف دقيقة، أو إسقاط المتفجرات التي تحملها على المنشآت المهمة مثل خزانات النفط والموانئ وغيرها، أو الانفجار لإحداث إرباك للدفاعات الجوية، مما يسهل وصول الصواريخ دون اعتراض.
استخدم الحوثيون طائرات مسيرة لاستهداف المطارات السعودية، ومنشأة أرامكو النفطية في المملكة العربية السعودية، وميناء الفجيرة الإماراتي في عام 2019، وأوقفوا تصدير النفط والغاز اليمني بتوجيه ضربات على موانئ التصدير في الضبة في حضرموت وقنا شبوة في أواخر عام 2022.
في الآونة الأخيرة، أعلنت واشنطن أن المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني، أسقطت صواريخ وطائرات مسيرة فوق البحر الأحمر من اليمن بينما كانت تتجه شمالا نحو إسرائيل.
هذا ما تفعله الطائرات الإيرانية الرخيصة في الحرب الروسية على أوكرانيا. تحدث هذه الطائرات المسيرة ارتباكا بهجماتها الانتحارية قبل وصول الصاروخ أو قبل وصول الطائرات الروسية المسيرة ذات القدرة العالية والمكلفة التي تتمثل مهمتها في الضرب والعودة.
فوضى الطائرات المسيرة
شجع امتلاك الحوثيين لطائرات مسيرة إيرانية رخيصة بقية الجماعات المسلحة على امتلاك هذا النوع البدائي، وأخطر هذه الجماعات هو تنظيم القاعدة.
بدأ عناصر القاعدة في اليمن باستخدام الطائرات المسيرة لاستهداف قوات الحكومة اليمنية في جنوب اليمن.
وكشف تقرير سابق لوكالة شيبا انتليجنس في سبتمبر عن بعض هجمات الطائرات المسيرة التي شنها تنظيم القاعدة في شبوة في جنوب اليمن.
وأكد التقرير الاستقصائي أن استخدام الجماعات المسلحة للطائرات المسيرة يهدد بشكل خطير السلام والاستقرار ويطيل من أمد الفوضى في اليمن والمنطقة.