الحوثي أسقط آخر أوراق السيادة اليمنية .. والتصدي له مسؤولية الجميع
عندما أعلن وزير الدفاع الأمريكي عن عملية أمنية _ عسكرية متعددة الجنسيات في مضيق باب المندب والمياة الإقليمية اليمنية ، أصبح من الواضح أن عصابة الحوثي الإيرانية أعطت المبرر للمجتمع الدولي للتدخل والتصدي لهذه العمليات المعتدية على السيادة الوطنية والأمن الإقليمي مثلما عملت بجلب التحالف العربي.
لقد حذّرت الدول العديد من المرات من تهديدات عصابة الحوثي الإيرانية لما تقوم به من أعمال قرصنة وإرهاب في البحر الأحمر ، وللأسف ، تحقق هذا التحذير الآن بسبب تهديدات ذراع إيران في المنطقة للملاحة البحرية والتجارة في المنطقة ، و شكّلت خطرًا حقيقيًا على اليمن ومصالحها ، سواء على المدى القصير أو الطويل.
باب المندب يُعد مضيقًا استراتيجيًا يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن ، وهو ممر رئيسي للنفط والسلع التجارية ، وضلت اليمن متحكمة به منذ أن خلق الله الأرض ، الى أن جاءت هذه الجماعة الشاذة فكرًا و مبادئ و قيمًا ، وأعطت المبرر للمجتمع الدولي للسيطرة على هذا المضيق ، حيث قامت هذه العصابة الحوثية الإيرانية بتعطيل حركة الشحن البحري ، وزعزعة الاقتصاد اليمني والإقليمي بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك ، تسببت عمليات القرصنة والاعتداءات الإرهابية لعصابة الحوثي في تهديد سلامة الملاحة البحرية وحركة السفن في المنطقة. و يعتبر البحر الأحمر ممرًا بحريًا حيويًا تستخدمه العديد من الدول لنقل النفط والبضائع. وبالتالي، فإن أي تهديد للأمن في هذا المضيق سيكون له تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي.
علاوة على ذلك ، فإن سيطرة عصابة الحوثي الإيرانية على باب المندب والمياة الإقليمية اليمنية يعني فقدان السيادة الوطنية على هذه المناطق الحيوية.
وعليه ، يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات حاسمة لمنع تلك العصابة من تحقيق أجندتها التوسعية والتي تهدف إلى نشر الفوضى والاضطراب في المنطقة من خلال التنسيق مع الشرعية اليمن و مصر ودون ذلك تذهب كل الجهود لصالح الحوثي.
للأسف ، نجحت عصابة الحوثي في تدمير ما تبقى من سيادة يمنية في المناطق البحرية والسواحل، مما يتوجب على المجتمع الدولي أن يدرك خطورة هذا التهديد ، وأن يتحرك بسرعة لحماية الأمن الإقليمي والسيادة الوطنية لليمن والدول الأخرى المتأثرة في المنطقة.
حري بنا أن نعلم بأن التصدي لعصابة الحوثي الإيرانية ليس مجرد مسؤولية اليمن ودول الجوار وحسب، بل يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات فورية بالتنسيق مع الدول المعنية بشكل مباشر بأمن البحر الاحمر مثل مصر و الشرعية اليمنية لوقف هذا التهديد الخطير لأن عدم التصدي لهذه العمليات المعتدية قد يؤدي إلى تدهور الأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة، وهو ما يجب تفاديه بأي ثمن.
من المعروف أن الممرات المائية مثل مضيق باب المندب من أهم الممرات الاستراتيجية في العالم ، حيث تمر عبرها نحو 10% من حجم التجارة العالمية. لذا فإن أي تهديد لأمن هذه الممرات يعتبر تهديدًا للاقتصاد العالمي بشكل عام، ولهذا السبب تهتم الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى بحماية هذه الممرات المائية الحيوية و المسؤولية يجب ان تقع على الدول المطلة على البحر الاحمر اولا و اخيرا.