منبر حر لكل اليمنيين

زوجتي الحبيبة من مواليد ٢ ديسمبر

56

تزوجتها في سبتمبر سنة ٢٠١٧ وقررت أن احتفي معها بعيد ميلادها الاول وهي تحت سقف بيتي .
رتبنا لعيد الميلاد .. حجزنا التورتة ونفخنا البالونات زي الجهال وزينا جدران الديوان بكلمات الحب الوليد ؛ بينما كنا نعيش في صنعاء والوضع السياسي كان مجعوث ومعصود ومشو حق حب
ولا هو حق زماميط .
وجاء يوم ٢ ديسمبر من صباح الصبح في ذلك العام بميلاد انتفاضة الزعيم صالح بينما كان يشعل المشاعر حماسة عبر شاشة التلفزيون في خطابه الموجه يومذاك ضد جماعة الحوثيين الانقلابية
والتهبنا حماسة خلفه
وانشغلنا بمتابعة التلفاز نراقب ميلاد الحدث الاعظم بينما كنا ( رمانة وأنا) ننتظر حلول المساء بشغف لنطفىء شموع ميلادها تحت سقف الزماميط
ولكن الحظ كان دبور ..
تطورت الأحداث يومها قبل حلول المغرب وإحنا ساكنين في عطان
ودخل علينا ظلام الليل مسرجا بأعيرة نارية سمعناها تنطلق بكثافة من أسلحة مختلفة على مقربة بسيطة من بيت الزماميط
وتفسقلين ركب امي وامتلطين بطون زوجتي وساخت نفسي من فجيعتهن الثنتين
وحسيت لحظتها أن الموت يدق باب البيت واحنا متخبيين ندور أين منه نسير .
قالت امي ذيك الساع :
– مابللا وإلا نقوم نشل أنفسنا ونهرب من البيت فيسع قبلما نقع ضحية عيار طائش يطير بتورتة عيد الميلاد من عيون ابتنا .

امي طبعا افتجعت على نفسها وفلتت لنا البيت وسارت تتخبى في بيت خالتي بعيدا عن مرمى تبادل إطلاق النار في الحي القريب من ديار الزعيم
وبقيت انا وزوجتي والتورتة والعصير والزماميط المعلقة عرض سقف الديوان واطفأنا شموع الميلاد والقوارح مستمرة ولم تهتز لنا شعرة .
كنا متمسكين بحبل الحب وبحبل الامل الكبير الذي اشعله الزعيم في نفوس الناس الكارهين للحوثي ؛ وعملت نفسي رومانسي قوي وقلت لها واحنا نطفي الشمع :
– عيونك الفرحانة هذي عمرها ماباتعرف الدموع معي .
المهم كنت رشدي اباظه يومها ..
وبعد يومين وقد اخبار مقتل الزعيم تتداول في كل مواقع التواصل كانت عيون زوجتي قد تحولت إلى تنجرة غساول من كثرة البكاء على الزعيم
وعندما تأكد لها خبر مقتله اكترعت التنجرة كلها دفعة واحدة فوق رأسي ؛ بينما كانت تتابع الاخبار معي وكلما شافت للزعيم صورة في أي موقع يتضاعف دمعها أكثر وصوتها ينوح بكلمات حميمات تقولها بتكرار وهي تبكي :
– يووو ما اغلاك عليا .
انا إلى هاذيك الساع كنت احسب أن مابو غالي إلا أنا وعادنا إحنا عرسان مالنا شهرين ؛ لكن المصاب عظيم ويصعب فقدانه وكانت تبكيه بحرقة وكأنها تعرفه وكأنه ابوها أو أخوها أو اي عزيز من داخل البيت .
وانهار وعدي الاول لها “أن مابش دموع ” بسرعة يومذاك قبل أن تجف دموع شمعة الميلاد لإن المصاب جلل والخسارة فادحة وتستحق البكاء .
وحتى انا بكيت يومها
بكيت لإن بكاء زوجتي البسيطة اللي مش مسيسة اصلا ؛ أثر بي وهز كياني بصورة صادقة وجدتها في مشاعر مواطنة يمنية تبكي رئيسها اللي والله ماهي عارفه عن أي شيء بالمطلق غير أنه رئيس البلاد .
وبكيت بمرارة لأني برحيل الزعيم صالح فقدت الأمان الذي كنت اتركى عليه وانا نازح في صنعاء .

سألت زوجتي يومها بينما كانت لاتزال تبكي تحت سقف زماميط عيلاد الميلاد وقلت لها :
– لو مت انا بتبكي علي هكذا ؟
قالت بجوادة وصدق :
– موت سعما مات علي عبدالله صالح وكل الناس عتبكي عليك سعما بكيت انا عليه وأكثر .
اييييه يارمانة ؛ منو يقدر يموت زي الزعيم علي عبدالله صالح
انا أتحداه .
أما الذي يقدر يعيش في أذهان الناس ربعه وبس فأنا اتحداه واتحدى ابوه .

تعليقات