في الثلاثين
في الثلاثينَ
– حيث الزمان ثقوبٌ ممزقة –
قد تقول الحياةُ: اصطفيتكَ أنت…
فينهمر العالم المشتهى مزقاً من كآبةْ
ليأتي الصباحُ وقد خرجت جثة للصباح بلا لهفةٍ وانتظارٍ عقيم
وتصرخ سيدة في الرصيف:
رأيت فتى جثةً يصلبُ الأهل والأصدقاء على مشهدٍ من عذاباتهِ
ويذوب رويداً رويداً…
إلى أن يكونْ
في الثلاثين
– والاختناق المسائي ينفخ في رئتيكَ رغائب مكبوتة للفناء العنيفِ –
ترى قمراً تافهاً في السماء
فتبصقُ محترقاً: ساءَ ما يعبدونْ!
في الثلاثين
يصبح قلبك أحقر منكَ
وتبدو سخيفا وأنت تنوح على الفقراء صباحاً
وتلعنهم واحدا واحدا في المساءْ
في الثلاثينَ تدخلُ مكتبةَ الجامعةْ
لتعد الصفوف وما فوقها من قرونٍ ومعرفةٍ كاذبةْ
ثم تضحكُ…
تضحكُ من عبثِ البشريةِ…
منذُ البدائي حتى غدٍ حالمٍ بافتضاضِ السماء.
في الثلاثين
توقن أن البلاد اختراعٌ سخيف لمن يملكون البلادَ
وأن النبيين صنعةُ أبنائهم
والقصائدَ أرجوحةُ التافهينْ
٢٠٢٣