القائد الاستثنائي الذي قدم دروسًا حتى باستشهاده
الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح قدّم آخر الدروس للجميع، في معنى التفاني و الموت من أجل الوطن، والتضحية بالروح في سبيل الكرامة..
تمكَّن من الحفاظ على وحدة اليمن ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، و انتفاضة 2 ديسمبر واحدة من أهم الانتفاضات التي تم تحقيقها في ظل قيادة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح.
كان الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح قائدًا استثنائيًا ورمزًا للوحدة الوطنية والقوة في اليمن، وكان لديه القدرة على تحقيق التوافق والتوحيد بين الشعب اليمني بمختلف توجهاته وانتماءاته..
فمن خلال تضحيته بحياته واستبساله بالدفاع عن مكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة، استطاع الحفاظ على وحدة اليمن ورفض الانقسامات الطائفية والإقليمية التي كانت تهدد استقرار البلاد.
تُعدُّ انتفاضة 2 ديسمبر واحدة من أهم الانتفاضات التي تم تحقيقها في ظل قيادة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، و كانت نقطة تحول في مواجهة عصابة الحوثي الإيرانية، التي تهدف إلى زعزعة استقرار اليمن وفرض نفوذ إيران في الجزيرة العربية و لكن و بفضل تصميم الزعيم الشهيد وتضحيته بالروح، تمكَّنت الانتفاضة من كبح جماح نفوذ الحوثيين ومنعهم من تحقيق أهدافهم المشبوهة.
لم تكن انتفاضة 2 ديسمبر مجرد انتفاضة عابرة، بل كانت تحديًا للقوى المعادية ورمزًا للصمود والشجاعة والإباء وتحت قيادة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، نجح الشعب اليمني في رفض الاحتلال الايراني بعباءة الحوثي والدفاع عن حقوقه وكرامته، و تمكَّن من توحيد صفوفه والقيام بمقاومة شرسة ضد الحوثيين والتصدي لمحاولاتهم الهمجية.
إن انتفاضة 2 ديسمبر تذكرنا بالمعاني العظيمة للبطولة والتضحية. تذكرنا بأن الشعب اليمني لن يرضخ للظلم والاحتلال والعبودية. تذكرنا بأن الحرية والكرامة لا تأتي بسهولة، وأنها تحتاج إلى تضحيات كبيرة.
الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف عوض الزوكا هما رمز للشجاعة والتضحية و كلاهما قدم حياته من أجل الوطن والشعب، و كانا ملتزمين بمبادئ الجمهورية و الوحدة ، وعملا بلا كلل لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية والحفاظ على استقرار اليمن.
تظل انتفاضة 2 ديسمبر وقودًا للحرية والنضال في اليمن. علَّمتنا أن لا نستسلم للظلم والتطرف والأفكار والمبادئ الرجعية. علَّمتنا أيضًا أهمية توحيد صفوفنا والعمل معًا كشعب واحد لمواجهة التحديات وتحقيق الاستقرار والتقدم.
في الثاني من ديسمبر عام 2017م، انطلقت الانتفاضة المباركة في اليمن، والتي تعد اليوم ذكرى مهمة للشعب اليمني، و كانت بحق نقطة تحوّل في تاريخ اليمن، حيث كشفت مآلات المستقبل وخيوط المؤامرة التي كانت تحاك ضد الشعب اليمني.
بدأت الانتفاضة كرد فعل ضد محاولة الإمامة للعودة إلى السلطة، وكذلك لحماية حقوق اليمنيين والتصدي للفساد والقمع الذي كان يمارسه الحوثيون . كانت هذه الانتفاضة أيضًا بداية للخلاص من آثار فوضى عام 2011م وانقلاب عام 2014م، حيث يسعى الشعب اليمني إلى تحقيق الاستقرار والديمقراطية.
تميزت الانتفاضة بتوافق وتأييد شعبي متنامٍ لأهدافها، حيث تمكنت مع جمع الشرائح العريضة من المجتمع اليمني، بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو القبلي، تحت راية واحدة لتحقيق العدالة والحرية والكرامة. كما أن قائد الانتفاضة استطاع أن ينقل رسالته بشكل واضح ويوجه الشعب نحو الهدف المرجو.
تعتبر هذه الانتفاضة ثورة حقيقية بالمعنى الكامل للكلمة، حيث استطاعت قلب الطاولة على المليشيا الحوثية، وهدمت معبد طغيانها فوق رؤوس قياداتها لأنها كانت تعبير حقيقي عن إرادة الشعب اليمني في الدفاع عن حقوقه وحريته وكرامته، ورغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها، فان الثورة مستمرة وحتى تحقيق أهدافها ان شاء الله.
ومع مرور ست سنوات على اندلاع الانتفاضة، لا يزال لدينا الكثير لنقوله عن مستقبل اليمن. فالحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2015م، والتدخلات الخارجية والصراعات السياسية، أجّلت تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن. لكن هذه الانتفاضة تبقى مصدر إلهام وأمل للشعب اليمني في تحقيق تطلعاتهم المشروعة.
من المهم أن نتذكر قيم الثورة وأهدافها، وأن نستمر في النضال من أجل المساواة والعدالة والديمقراطية في اليمن وبالتالي على الشعب اليمني الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة التحديات والتصدي للتدخلات الخارجية والفساد والقمع الذي قد يعترض طريق تحقيق الحلم اليمني بدولة النظام والقانون دولة ديمقراطية تتداول السلطة عبر صندوق الاقتراع وليس عبر الانقلابات او أحقية فئة على الاستئثار بالسلطة من خلال ادعاء عصابة الحوثي بالولاية .
في النهاية، نؤكد إن انتفاضة ديسمبر المباركة تُعد شرارة للتغيير في اليمن، وتمثل حجر الزاوية للحفاظ على مكتسبات الجمهورية وبالرغم من التحديات التي قد نواجهها في المستقبل، يجب أن نظل واثقين من قدرتنا على تحقيق الحرية والعدالة والاستقرار في اليمن ما دمنا على طريق الشهيد سائرون
رحم الله الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف عوض الزوكا.
إن تضحيتهما لن تذهب هباءً، بل ستظل البوصلة التي تقودنا نحو الحرية والاستقلال لنستلهم دروسهما ونستمد قوتنا منها، ولنواصل النضال من أجل تحقيق أهدافهما وبناء مستقبل أفضل لليمن.