بكائية.. في رثاء المقالح
من يا ترى
سيعيدُ ترتيبَ الكلامِ
يعيدُ فلسفةَ المعاني
ثم ينسجُ من حروفِ الشعرِ أوشحةً لنا كي نرتديها
والمقالحُ في هزيعِ الليلِ أغمضَ عينه
وإلى الأبدْ
من يا ترى سيكونُ جامعةَ البلدْ
***
حين يصمت الكونُ
ويغلق النهارُ ستائره
يأتي الليلُ خلسةً ليحتوينا بعتمته
وهو يخبئ تحت جناحيه أخباراً متفرقةً عن الموت
ومناحاتٍ تحصد أسماء ضحاياها
الضحايا الذين يكونون عادةً من الناس الطيبين
***
الموتُ لصٌ حاذقٌ
ما زال من زمنٍ يباغتنا
ليختارَ الذين نحبهم
حتى نطيلَ بليلنا العربي ساعاتِ البكاءِ
لأننا في الفقدِ نغرقُ
دون أن ينقذنا من شرٍّ أحدْ
وإذا أتانا الموتُ يخطفُ بعضنا
نحيا المناحةَ والكَبَدْ
***
كان جفن العين ينبض
تذكرت كلام أمي عن “الوالف”
حين تنبض العين فإن أحدهم سيموت
أو ستحصل مصيبة
هذه المرة كان “الوالف” في قلبي
لا في العين
***
وذكرتُ أنَّ الشعرَ جفَّ
وعمَّ وجهُ القيظِ في مدنِ الكلامِ
وحرفنا العربي أمسى في جَلَدْ
يحصي مراراتِ الحياةِ بلا عددْ
***
السماء تشعر بالغربة
ارتسمت التجاعيد على وجهها
وبدت كما لو أنها شاخت
وصارت طاعنةً في العمر
هي فقط حزينةٌ مثلنا
تبكي “عبدالعزيز المقالح”.